احسبوها كويس جدا قبل السفر!

TT

الموضة الآن: مصيف أو مشتى كانكون. وهي عبارة عن لسان يخرج من شبه جزيرة ياكوتان المطلة على البحر الكاريبي بامتداد ثلاثين كيلومترا. وبها مائة فندق من فئة الـ5 نجوم، ويوجد بها كذلك 500 مطعم وبار وديسكو.. وفيلات وشقق.. وكل ما يخطر على بالك من وسائل الراحة أو التسلية.. وشعارها: اطلب تجد!

وإذا قصدت كانكون فلا تسأل عن الأسعار.. أما درجات الحرارة فهي دون 35 مئوية، لأنها منطقة استوائية. ماؤها أزرق ورمالها بيضاء. وتحت الماء أصابع مرجانية وأسماك من كل لون وطول وحجم. وكان في نيتي أن أسافر، وحزمت حقيبة ملابسي، وفي آخر لحظة عرفت أن الطائرة سوف تقطع المسافة في 19 ساعة.. وكنت أحلم بأن تسير الطائرة على مهلها، فتتوقف في باريس، وبعد ذلك في واشنطن، ثم في كاليفورنيا، وأخيرا في كانكون.. فلا وجه للاستعجال.. إنها نزهة وليست مهمة عاجلة. ووجدت أن رحلة الـ19 ساعة سوف توجعني هنا، وأيضا هنا، وخصوصا هنا.. هكذا حذرني الأطباء ولا راد لنصائحهم.

وفي العام الماضي نشرت مجلة «إل» الفرنسية قصة ظريفة لواحد ذهب إلى كانكون من دون أن تكون لديه أي معلومات عنها سوى أنها جميلة. وما دامت جميلة ومشهورة عالميا فلا بد أن تكون أسعارها في السماء. وقيل إنها تشبه جزيرة سانتوريني اليونانية. والحقيقة أنها لا تشبهها على الإطلاق. لكن هذا ما جاء في القصة. وبطل القصة وجد غرفة بصعوبة.. وكان مرهقا يومها فألقى بملابسه على الأرض وارتمى على السرير ونام.

وجاء من يدق الباب ليوقظه ويخبره بأن صاحب الغرفة قد حضر. وصاحب الغرفة طويل عريض، وكذلك زوجته. فقد نسي أنهم قالوا له إن هذه الغرفة لليلة واحدة وبعد ذلك يفرجها ربنا. وقبل أن يفرجها ربنا جاء الزبون الجديد. ولم ينتظر أن يصحو الزبون القديم، وإنما وضع حقائبه، وجاءت زوجته وفتحت الحقائب ورصت الملابس في الدولاب، وأقفلت الحمام لتستحم.

وأفهمه أحد الزبائن أن عثوره على غرفة لمدة نصف يوم يدخل في باب المعجزات!.. وجاءه سمسار وقال له: «عندي لك ثلاثة أيام كل يوم في فندق. إيه رأيك؟ وهذا هو أقصى ما أستطيع في هذا المنتجع العالمي. ليس عليك إلا أن تقبل وإلا فعد إلى بلادك! ما دمت لا تسأل ولا تحسبها كما يجب».

عنوان القصة: احسبوها جيدا قبل أن تسافروا إلى لؤلؤة السياحة في العالم!