وفي مثل هذه الأيام هرب القائد الفارسي!

TT

في مثل هذه الأيام منذ أربعة وعشرين قرنا دارت معركة بين الجيش الفارسي بقيادة الملك داريوس الثالث والجيش الإغريقي بقيادة الإسكندر الأكبر. لم تستطع القوات الفارسية على الرغم من ضخامتها أن تصمد طويلا أمام الإسكندر الذي هزمها في أكثر من موقعة. وكان داريوس الثالث قد أعطى الإسكندر ما بين نهري دجلة والفرات وما حولهما، وقدم له إحدى بناته زوجة له..

ولكن الإسكندر حشد جيوشه لينهي الإمبراطورية الفارسية ويرسي فلسفة الإغريق في الشرقين الأوسط والأقصى.

وفي معركة فاصلة استدرجه داريوس الثالث إليها وإلى أرض منبسطة بين النهرين وكان جيشه ضخما قوامه مليون مقاتل و500 عربة حربية، رأى القائد الفارسي أن يزحف على الإسكندر بعرباته الحربية، فما كان من الإسكندر إلا أن التف حولها وطوقها، واستسلمت له، وأبادها.. ثم اتجه إلى الجيش الفارسي بجناحيه الواحد بعد الآخر وقضى عليه.

وفي مثل هذه الأيام من يناير (كانون الثاني) هرب داريوس الثالث تاركا وراءه الجيش وأسرته التي عاملها الإسكندر معاملة الملوك ولم يمسها، وإنما اتجه إلى حاشيته وقضى عليها. ولما هرب داريوس اغتاله أحد النبلاء.. وقرر الإسكندر أن يعاقب هذا النبيل الذي خان سيده. والإسكندر يكره الخيانة. وأتى به والسلاسل في يديه ورجليه ثم أعدمه أمام القوات الفارسية.. وعلى غير عادة الإسكندر، فقد علق في عنقه قطعة من الجلد وكتب عليها: «هذا خائن؛ لقد عض اليد التي أطعمته، فاستحق أن أقطع يديه ورجليه». وترك عنقه لأحد الضباط لكي يقطعها في حفل ضخم أقامه الإسكندر احتفالا بالقضاء على ناكر للجميل لا يستحق أن يعيش!

وليس صحيحا ما ذكره بعض المؤرخين من أن الإسكندر بعد أن استولى على برسوليس عاصمة بلاد فارس في ذلك الوقت، تزوج العروس الهدية من والدها داريوس الثالث؛ وإنما الذي تزوجها أحد القادة الإغريق بموافقة الإسكندر.

وفي مذكرات أحد القادة العرب، جاء على لسان داريوس الثالث أن الإسكندر حاربه بذكاء وشرف، وكانت معاملته نبيلة ومحترمة، وأنه كان يتمنى أن يلتقي بالإسكندر ليبدي له إعجابه بخططه الحربية وشجاعته!