مخدرات إلكترونية!

TT

هل يتجه العالم إلى حتفه؟ سؤال لا يخلو من مسحة تشاؤم يطرحه البعض وشرور العالم تتسع يوما بعد آخر، ومن أحدث هذه الشرور ما أطلق عليه المخدرات الإلكترونية أو الرقمية، وتصنع في شكل أقراص إلكترونية تحتوي على موسيقى تم برمجتها في شكل موجات صوتية سمعية، تحدث لدى المستمع إليها أثرا يشبه الأثر الذي تحدثه المخدرات في العقل البشري، وقد تجاوزت هذه المخدرات الإلكترونية مكان مولدها في الولايات المتحدة الأميركية لتنتشر عبر الإنترنت إلى مناطق كثيرة من عالمنا في الشرق والغرب، ويقبل عليها الكثير من الشباب، حتى إن الدول بدأت تستشعر خطرها بعد فترة من التجاهل وتقليل الشأن.

وللمخدرات الإلكترونية أنواعها ومسمياتها، ويتراوح سعر القرص أو الجرعة، كما يطلق عليها، من 3 إلى 9 دولارات، وثمة موقع أو أكثر على الشبكة العنكبوتية يقدم هذا النوع من المخدرات، ويزود المشتري بالجرعة الأولى مجانا، وتتباين أحكام الذين جربوا هذا النوع من المخدرات ما بين مؤكد على تأثيره المشابه لتأثير المخدرات، وبين من يرى فيه مجرد وسيلة للكسب المادي غير المشروع عبر استغلال سذاجة بعض الشباب، ونزعتهم إلى الجنون.

علميا لم يزل الجدل محتدما حول التأثير الحقيقي لهذا النوع من المخدرات، إذ يقلل بعض علماء النفس من تأثيره المباشر، ويرفضون مقارنته بالمخدرات الحقيقية، ولكنهم يتوقفون عند الخطورة غير المباشرة المتمثلة في تجميل المخدرات في أذهان الشباب، إذ قد تتولد الرغبة في تجريب المخدرات الحقيقية بعد التعامل مع هذه المخدرات الافتراضية.

إن ظهور مثل هذه الآفات على الشبكة العنكبوتية سوف يصعب من دور الأسرة التربوي، خاصة في ظل جهل الآباء والأمهات بعالم الإنترنت في الكثير من البيوت العربية، الأمر الذي يتيح للمراهق أن يسرح ويمرح على هواه دون خشية من افتضاح أمره.

ويبقى التساؤل قائما: هل ستبادر الجهات المسؤولة عن مكافحة المخدرات في عالمنا العربي إلى إدراج هذا النوع المستجد من المخدرات إلى قائمة اهتماماتها؟ وهل ستتضمن خطورته برامج التوعية التي تقدم إلى الشباب؟ فالعالم بدأ الاهتمام، وعلينا ألا نمكث طويلا على مقاعد «المتفرجين».

[email protected]