هذه حياتنا لمن يهمه الأمر!

TT

تساءل عدد من القراء الذين لهم اهتمامات بالفلك: وأين السفينة «فويجر» الأولى وأختها التوأم؟ والجواب: في الفضاء.. أو بالضبط عند حافة المنظومة الشمسية، وتحتاج إلى أربع سنين لكي تخرج نهائيا من المنظومة الشمسية وتتجه إلى الفضاء الخارجي.

هذه السفينة وأختها التوأم قد انطلقت سنة 1977 وهي تعمل بالطاقة النووية. وقد دارت حول الكواكب: المشتري وزحل وأورانوس ونيبتون.. وتتجه «فويجر» الأولى إلى الشمال، و«فويجر» الثانية إلى الجنوب بسرعة 38 ألف ميل في الساعة. و«فويجر» الأولى تبعد الآن عن الشمس نحو عشرة آلاف مليون ميل. و«فويجر» الثانية سرعتها أقل، أي 35 ألف ميل في الساعة وتبعد عن الشمس ثمانية آلاف مليون ميل.

وفي كل هذه الأحوال سوف تبعث لنا بألوف الصور الملونة.

ثم إن كل واحدة منهما تحمل رسالة إلى من يلقاها من سكان الكواكب الأخرى: تسجيلات صوتية لخمس وخمسين دولة، و115 لوحة لكبار الفنانين، وصورة للرجل والمرأة، وموقعنا بالنسبة للشمس.. كلها للتعريف بمن نحن وموقعنا في الكون.. وأننا كثيرون، ولنا لغات مختلفة، وأننا نرسم ونرقص ونغني، وأننا نريد الاتصال بهم. وهذه اللوحة التذكارية الصوتية واللونية والموسيقية أيضا.. كل أنواع الموسيقى، هي من تصميم العالم الفلكي الراحل كارل ساجان، وهو قد جاء إلى مصر وذهب إلى ما تبقى من مكتبة الإسكندرية، وأسلوبه في الكتابة جميل، وصوته متميز بديع.

قال لي د. فاروق الباز إن كارل ساجان قال له: «إذا ظللت في الجامعة تدرس، فسوف تعيش وتموت فقيرا.. والحل أن تتجه إلى الصحافة وإلى التلفزيون».

وفاروق الباز لا يزال فقيرا!

و«فويجر» الأولى لن تخرج من المنظومة الشمسية إلا بعد أربع سنوات، وقبلها 33 سنة. أما مصيرها بعد ذلك فمجهول.. ربما تصعقها الرياح الشمسية.. ربما تطيح أو تطيش أو تضل طريقها في الفضاء.. ولكنها سوف تكون قادرة على إرسال الصور لسنوات أخرى!