لبدلة العرس مدلولاتها

TT

المعتاد اليوم لكل عروس من بنات الطبقة المتوسطة أن تلبس فستانا أبيض، بدلة العرس. وتضع على رأسها تاج العروس الموشى بالزهور واللؤلؤ. ولكن الأمر ليس بهذه السهولة في المناطق الكاثوليكية. جاءت امرأة للخياط في فرنسا تطلب منه عمل بدلة عرس. أخذ مقاييسها ثم سألها عن اللون.

قالت أبيض. قال: كيف ذلك فأنت مقبلة على زواجك الرابع. واللون الأبيض تلبسه البكر فقط. قالت: نعم.. أفهم ما تقول ولكنني ما زلت بكرا. فزوجي الأول كان محللا نفسيا وانحصرت حياتنا الزوجية بالكلام فطلقته. ثم تزوجت بطبيب نسائي وقضينا حياتنا الزوجية يتفحصني فطلقته. وكان زوجي الثالث رساما فقضيت كل وقتي أمامه يرسم جسمي.. يستمع للموسيقى دون أن يمسني فطلقته.

وجرت في بعض الأماكن الكاثوليكية المحافظة فضائح ومعارك ربما أدت لموت بعض الحاضرين، عندما سارت العروس بفستان العرس الأبيض فرشقها البعض من العارفين بسابق سيرتها بالأصباغ ومعجون الطماطم والبيض الفاسد بما أدى إلى معركة بين الأطراف المعنية. بيد أن معارك ضارية جرت عندنا من زاوية أخرى. فتكاليف بدلة العرس مفرطة جدا بلغت حدا من الإسراف والحمق.

اضطر هذا بعض النساء إلى لبس بدلة أختها أو بنت أخيها أو حتى بنت الجيران تفاديا للكلفة، وهو شيء معقول وحكيم في رأيي. ولكن يا ويل من لسان الناس! «شفتي يمة، لابسة بدلة بنت عمها! أنا أذكرها زين. أنا ما أنسى هالشغلات هذي. يعني أنسى درس الحساب تمام. لكن ما أنسى إش كانت لابسة حسنية لما تزوجت وزفوها لهذا الطرطور رجلها الغبي».

لتاج العروس أيضا تقاليده التي تسببت بأزمة في كنيسة في مدينة ميونيخ بألمانيا. تقدمت امرأة بكامل ثياب العرس للقس ليعقد زواجها فلاحظ أن تاج العرس على رأسها كان مغلقا بشكل دائرة كاملة.

فحاول فكه قائلا إن الإكليل المغلق مخصص للعذراوات، وسبق لك يا شاطرة أن ذكرت لي في كرسي الاعتراف خطاياك الجنسية العديدة مع شتى الرجال. فأنت لست بكرا وينبغي أن تضعي إكليلا مفتوحا على رأسك.

ثارت البنت على قوله لما يتضمنه من فضيحة أمام الحاضرين وقامت المشكلة، القس يصر على فتح الإكليل وهي تصر على غلقه. وحلوا النزاع في الأخير بالحل الوسط على طريقة الإنجليز، بأن يغلقوا التاج أمام المصورين الفوتوغرافيين عندما يأخذون الصور الصحافية للجرائد ثم يفتحونه عند دخول العروس للكنيسة. وهذا كله كان في أيام زمان. أيام البكارة في ألمانيا، وطبعا أيام الصدق الصحافي.

مما يلفت النظر أن الاهتمام بالبكارة محصور بأتباع الديانات السماوية، اليهودية والمسيحية والإسلام.

والفستان الأبيض شائع بينهم وانتقل منهم إلى الشعوب الأخرى من باب تقليد الغرب في كل شيء. فاللون الأبيض رمز للطهارة والنقاء. ولكنه طبعا - كما أرى - رمز الاستسلام للعدو.