اللهم اكفني شر أصدقائي

TT

اشتكى ولي عهد بريطانيا من أن الصحف تسعى وراء الأخطاء والنقائص، وتساءل «لم لا ينبئوننا، على سبيل التغيير، بعدد طائرات (الإيرباص) التي حطت سالمة في مطار هيثرو في لندن؟» وعلى أثر ذلك خصصت صحيفة «الصنداي تايمز» في عيد ميلاد الأمير تشارلز عمودا في الصفحة الأولى للأخبار الطيبة التي صادف ورودها في الأسبوع نفسه: تم تسلم 92 في المائة من بريد الدرجة الأولى في موعده. ولد 12.200 طفل. لم يعلن أي مصرف إفلاسه! تم تسجيل 8000 عقد زواج. حصلت الحكومة على 176 مليون جنيه كضرائب مفروضة على إنتاج حقل نفط واحد في بحر الشمال، كما أن ركن الخطباء في (الهايد بارك) ما زال يعمل بكفاءة، والعشاق ما زالوا يتباطحون على الشعب الأخضر، وأخيرا وليس آخرا فقد تدنت نسبة الانتحار، فاطمئن يا صاحب السمو، فالسنة حلوة ولونها (بمبي).

* *

غنى المطرب محمد عبد الوهاب قائلا «الفن مين يعرفوا إلا اللي عايش فيه»، وهذا صحيح إلى حد ما، خصوصا الفن الحديث، ولكي أضرب لكم مثلا بذلك، فقد بقيت لوحة الرسام الشهير (هنري ماتيس) المسماة (القارب) عدة أشهر معلقة رأسا على عقب في متحف نيويورك دون أن ينتبه إلى هذا الخطأ أحد، لولا أن حضر الفنان صدفة إلى ذلك المتحف وعدل ذلك الخطأ.

ومن تجليات (ماتيس) أنه رسم صور أصدقائه الأثيرين على سقف غرفة نومه، مفسرا ذلك أنه بهذه الطريقة يخفي شعوره بالوحدة خلال النوم.

لا أدري أي هبالة اقترفها ذلك الفنان بحق نفسه؟! فالأصدقاء لا يجلبون النعاس والنوم المريح، ولكنهم يجلبون (الكوابيس)، ولقد وددت أن أتخلص من أصدقائي الواحد تلو الآخر إما بالرجم، أو البتر، (وافهموها مثل ما تفهموها).

* *

ذكر لي أحدهم قائلا إنني عندما كنت أدرس في كلية الطب، وفي حصة مادة التشريح أخذ يحاضر أمامنا (البروفسور)، وتطرق بالحديث إلى قبيلة في حوض الأمازون، وكيف أن رجال تلك القبيلة كانوا مشهورين بقوتهم الجنسية الخارقة، وأسهب في حديثه ودخل في تفصيلات عميقة، إلى حد أن زميلتي التي كانت بجانبي أصيبت بالخجل الشديد إلى درجة أنها انطلقت راكضة لتخرج من القاعة، غير أن البروفسور سارع لاستبقائها قائلا لها: على مهلك يا آنسة اجلسي، فالسفينة التالية لن تبحر إلى هناك قبل أسبوع من الآن، (لسه في وقت).

* *

قال لي أحدهم: صحيح أنك تعيش مرة واحدة، ولكن صدقني أنك إذا أحسنت التصرف فستكفيك هذه المرة، فأكدت على كلامه قائلا وكمان (تخبّ) عليك.

[email protected]