قادة منتدى دافوس الجدد

TT

وأخيرا تمكنت من إحصاء عدد المرات التي حضرت فيها المنتدى العالمي الاقتصادي في دافوس، بسويسرا: ثلاثة عشرة مرة.

لقد شاهدنا عددا لا نهائيا من القادة والشخصيات البارزة وتمت مناقشة عدد لا يحصى من الأزمات والأفعال الجيدة.

لكن هنالك شيء مختلف هذا العام، فقد أنصت الجميع لما تقوله الدول النامية، لا سيما الصين والهند والبرازيل وإندونيسيا.

بعد الجلسة الأولى في اليوم الأول للمنتدى، التي تمت خلالها مناقشة الاقتصاد العالمي، تحدثت إلى محافظ البنك المركزي التركي دورموش يلماز. لقد كانت ملاحظاته مثيرة للاهتمام. قال يلماز «في هذا العام كان صوت الدول النامية عاليا». في عام 2008 تم تحديد الأخطاء، وتم تكريس عام 2009 للاستعاضة بالقليل من الأمل، وفي عام 2010 كان كل طرف مشغول بمشاكله الخاصة.. لقد كان عام صراع المصالح».

لقد عرف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الرئيس الجديد لمجموعة العشرين، تاريخ الاقتصاد العالمي الحديث واصفا إياه مستخدما المصطلح «عدم التنسيق» في خطاب له في قمة مجموعة العشرين.

قال ساركوزي إنه يمكن تحقيق التنسيق خلال رئاسته لمجموعة العشرين ويمكن الوصول إلى قرارات سريعة في قضايا الاقتصاد وعدم التوازن المالي وعجز الميزانيات ومشاكل المواد الخام.

يقول ساركوزي: تستند شرعية مجموعة العشرين (أبرز عشرين اقتصاد في العالم) إلى قدراتهم على اتخاذ القرارات. هل سيكون لمجموعة العشرين - التي قلل الاقتصادي البارز نوريل روبيني من شأنها وتنبأ بالأزمة المالية العالمية - تأثيرا أقوى في هذا الوقت؟ سوف ترى ذلك خلال فترة رئاسة ساركوزي.

برز في الصحيفة السويسرية البارزة «لو تيمبز» يوم الجمعة عنوان يلخص الوضع الحالي «القادة الجدد في دافوس هم الدول النامية». هذا صحيح. في الحقيقة، يبدو أن البرازيل وروسيا والهند والصين أكثر اهتماما هذا العام في حماية مصالحهم الخاصة.

وكما أكدت صحيفة «لو تيمبز»، تتنافس الآن الدول النامية والدول الغنية في الشمال. في أحد الأطراف يواجه النمو الاقتصادي انسدادا بينما يتمتع الطرف الآخر بالحيوية والفاعلية. علاوة على ذلك، يبدو أن الدول النامية ترفع الحيوية إلى مستوى أعلى من خلال تنسيق العمل.

لقد أعطى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إشارات إلى أن هذه الدول ستتحول إلى منتدى اقتصادي. يقول الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانك يودويونو - وهو أيضا رئيس منظمة آسيان - إن القرن الحادي والعشرين سيكون آسيويا.

ماذا يعتقد رجال الأعمال الأتراك حول ذلك؟

الرئيس التنفيذي لـ«إجزاجيباشي هولدينغ» أردال كارامركان، مع الرأي القائل إن البساط قد سحب من تحت أقدام الدول الغربية. على أية حال، أنا لا اتفق مع هذا الحكم لأن جزءا مهما من الإبداع يتم على يد الغرب. فالإنترنت و«غوغل» والـ«آي فون»، التي غيرت حياتنا كليا جاءت من هناك.

في اليوم الثالث في دافوس برز سؤال آخر في ذهني: أين تقف تركيا في هذه الصورة؟ نعلم أنه بعد الحدث الذي استغرق «دقيقة واحدة» قبل عامين، فشلت تركيا في إبراز حضورها في دافوس وفي العام الماضي لم ترسل ممثلا عن الدولة.

وفي هذا العام يمثلنا ثلاث مسؤولين فقط على مستوى الدولة: وزير الدولة يلماز ونائب رئيس الوزراء علي باباجان، الذي بالكاد وصل إلى دافوس في الوقت المحدد، ووزير المالية محمد شمشك. لكن فشل تركيا في إثبات وجودها في دافوس ليست المسألة الوحيدة في بالي. أين تقف تركيا عالميا؟ ليس سرا أننا نبتعد تدريجيا عن الاتحاد الأوروبي.

ونعلم أن وزير الدولة للشؤون الأوروبية ايجمين باجيس أدلى بتصريح غير متوقع في بروكسل قائلا «لن نكون من ينهي الموضوع. سوف نترك الأوروبيون يستمتعون بذلك».

حسنا، سوف ندير ظهرنا للاتحاد الأوروبي، لكني أتساءل: إذا كنا مثل الدول النامية التي تقرر ما إذا كان الانحباس الحراري أم الاقتصاد العالمي؟

للأسف، لم أسمع صوت تركيا في القضايا العالمية، فأين نقف؟

* بالاتفاق مع صحيفة

«حرييت ديلي نيوز» التركية