شكرا للسنيور كولمبوس!

TT

عندما حلت الذكرى المئوية الخامسة لكريستوف كولمبوس أقام الهنود الحمر احتفالا ضخما. أهم ما في هذا الاحتفال لوحة سجلوا عليها كل خطايا كولمبوس: تعذيب الهنود الحمر وإلقاؤهم في المحيط او ربطهم بالسلاسل في قاع السفينة وتقديمهم هدايا للملوك الاسبان والفرنسيين.

ثم سجلوا الأمراض الخبيثة التي نقلها إلى القارة الأميركية ـ الزهري والسيلان. وفي آخر لحظة تذكروا انه هو الذي نقل لهم التدخين الذي أدمنه الأوروبيون والأمريكان.. ورغم تحذيرات الأطباء بان التدخين هو السبب الأول للسرطان ورغم انهم كتبوا على كل علبة سجائر: انها مسببة للسرطان.. ولكن المدخنين يقرأونها ويدخنون.. تماما كما حدث للتليفونات المحمولة. وقيل انها أيضا مسببة لآلام القلب والسرطان.. وبعض هذه الأجهزة مكتوب عليها: ضع الجهاز في مكان بعيد عن القلب. وبسبب حبهم الشديد وادمانهم وضعوه إلى جانب القلب. ولو كان القلب مفتوحا لأخفوه فيه.

واختلف المؤرخون: هل كولمبوس هو الذي علم الأوروبيين كيف يلفون السجائر سنة 1492 أو الهنود الحمر هم الذين علموا الأوروبيين كيف يلفون السجائر.. وكيف ان هذه السجائر تجعلهم في حالة استرخاء شديد.. واكتشف العالم الفرنسي نيكوت المادة السحرية التي أصبح اسمها بعد ذلك النيكوتين.. وهي التي تجعل الأعصاب تهدأ ويجيء النوم بعد ذلك. حتى اذا لم يأت فانها تجعل المدمن على استعداد لذلك!

وشيء غريب ان المدخن يشرب القهوة. القهوة منبه والسجائر منومة.. فكيف ينام المدخن أو كيف يسهر. ولكن السيجارة هي الاقوى تأثيرا. فهي تجعلك تنام رغم القهوة..

او بعبارة أخرى النيكوتين أقوى اثرا من الكافيين. الأديب الفرنسي الكبير بلزاك الذي يشرب القهوة بالدلو وليس بالفنجان ومع ذلك ينام بعد الفنجان الثلاثين والسيجارة الأربعين.

شكرا لكولمبوس الذي جمع السعادة في النيكوتين والكافيين في فنجان واحد وفي نَفَس واحد!