الغرب الأوسط بحاجة للمهاجرين

TT

في خطابه حول حالة الاتحاد يوم الثلاثاء من الاسبوع الماضي طالبنا الرئيس أوباما «بأن نتوقف عن طرد الشباب الموهوبين والمسؤولين»، أي الأشخاص الذين تعلموا هنا لأسباب تتعلق بسياسات الهجرة غير العقلانية. يجب أن يكون هذا النوع من إصلاح نظام الهجرة واضحا، لا سيما في أجزاء البلاد التي تستفيد أكثر من زيادة الهجرة - الغرب الأوسط الحاسم سياسيا. لن تعرف هذا، مع ذلك، من بعض السياسيين الذين أنتجتهم المنطقة. انظر إلى حاكم مينيسوتا السابق - والمرشح المتوقع للانتخابات الرئاسية لعام 2012 - تيم بولينتي. بالنسبة لجمهوري، بولينتي له آراء معتدلة نسبيا في هذا الشأن. وكان هو المرشح الجمهوري الوحيد الذي تحدث مؤخرا في لقاء لشبكة القيادة الإسبانية المحافظة. لكن آراءه غير معتدلة نهائيا: فقد دافع عن فرض غرامة أو حبس أصحاب العمل الذين يوظفون المهاجرين الذين لا يحملون وثائق. لقد اقترح أيضا تعديل الدستور لإبطال حق المواطنة بالولادة.

نهج سياسة الهجرة قد يكون كارثيا لمنطقة تعاني أصلا من صعوبات اقتصادية. يحتاج الغرب الأوسط مهاجرين أكثر وليس أقل.

أسأل جون سي أوستن، كبير زملاء غير مقيم في معهد بروكنغز ورئيس مجلس الدولة في ميتشغان للتعليم. «لقد وصلت مجتمعات الغرب الأوسط الكبيرة الأكثر حيوية من الناحية الاقتصادية - لا سيما شيكاغو والمدن التوأم في مينيسوتا - لهذا الوضع بفضل تدفق المهاجرين إليها».

تتوفر بيانات تدعم موقفه، فالمدن الغرب أوسطية المزدهرة اقتصاديا في القرن الحادي والعشرين هي تلك التي تحتضن نسبا عالية من المهاجرين. إن نحو 18 إلى 22 في المائة من المقيمين في منطقة مترو شيكاغو من المهاجرين. باستثناء بولينتي سعى القادة في شارع مينيبوليس ومنطقة مترو باول لجذب المهاجرين لسنوات عديدة (حيث تشكل نسبة المهاجرين 8.7 في المائة). في الوقت نفسه، تكافح المدن التي لا يوجد فيها تجمعات نشطة من المهاجرين. نحو 4 - 5 في المائة من سكان كليفلاند فقط هم من المهاجرين. اقتبس الكاتب ريتشارد سي. لونغوورث عن رون ريتشارد، رئيس مؤسسي كليفلاند قوله بتحسر: «نواجه وقتا عصيبا في جذب المهاجرين غير الشرعيين». لا عجب إذن أن كليفلاند ستقيم مركزا للترحيب بالمهاجرين. (ليس فقط لأن ليبرون جيمس وضع حدا لاعتقاد سكان كليفلاند في الاعتماد المقصور على المواهب المحلية فقط) .

في حين لا تنتظر ديترويت (حيث تصل نسبة السكان من المهاجرين إلى 8.3 في المائة) حتى ترى إذا كانت بحاجة لأعداد أكثر من المهاجرين. خلصت «دراسة ديترويت العالمية» إلى أن «سكان جنوب شرقي ميتشغان من المهاجرين يقدمون مساهمات كبيرة في النمو الاقتصادي في المنطقة وستلعب دورا رئيسا في مستقبلنا الاقتصادي». ينتج المهاجرون 30 في المائة من الناتج الاقتصادي الإقليمي (أكثر من نسبتهم في عدد السكان). يشكل المهاجرون موردا أساسيا في المنطقة.

بعض المهاجرين، مثل حاكم ميتشغان الجديد ريك سنايدر، يدركون أهمية المهاجرين في اقتصاد البلاد. في خطابه «حالة الدولة» قال سنايدر: «لقد جعلنا المهاجرون دولة عظيمة وبلدا عظيمة، آن الأوان لكي نتبنى هذا المفهوم كطريقة للإسراع في عملية التجديد».

ينعش المهاجرون الاقتصاد الأميركي من القمة حتى القاع، حيث إنهم يقدرون التعليم والإبداع الاقتصادي: ففي جنوب شرقي ميتشغان يقبل المهاجرين على التعليم الجامعي بشكل أكبر من الأميركيين، ويساعدون على إنشاء ما تصل نسبته إلى 25 في المائة من الشركات المختصة بالتكنولوجيا الفائقة. وكما يقول أوستن: «إن إغلاق الباب في وجه المهاجرين يدفع بالموهوبين ورجال الأعمال الذين تحتاجهم مناطق المترو لإعادة إنعاش اقتصادها بعيدا، لقد اضطرت هذه المناطق لتجربة عقود من انخفاض أعداد السكان وخسارة النفوذ السياسي من جديد. كلمة أخيرة: لا يستطيع الغرب الأوسط العيش دون المهاجرين».

لن يتحمل قلب الأمة ألاعيب حزبية أكثر حول سياسة الهجرة. إن ملايين الوظائف في الغرب الأوسط على المحك. يعتمد ضمان مستقبل أفضل، كما جاء في خطاب أوباما، على تحويل صناع السياسات نداء الرئيس حول الهجرة غير الشرعية إلى فعل. وسيتغير المستقبل السياسي للسياسيين الغرب أوسطيين حالما تتغير المواقف المتعلقة بالهجرة في المنطقة حتما.

* خدمة «واشنطن بوست»