حب + كراهية = «تليفون محمول»؟

TT

هل حبها لخطيبها؟ هل كراهيتها لهتلر؟ أم هما الاثنان معا.

أما هي فهي الممثلة الجميلة هيدي لامار التي اخترعت التليفون المحمول، سجلته باسمها عندما هاجرت إلى أميركا نهائيا. وقامت ببطولة فيلم «شمشون ودليلة». ثم فيلمها «الفضيحة». فقد ظهرت عارية تماما في فيلم «الشهوة». وانتشر الفيلم في كل الدنيا. ثم تزوجت رجلا يحبها ويغار عليها. فحاول أن يشتري كل النسخ الموجودة لهذا الفيلم. وقد استغرق ذلك منه وقتا طويلا ومالا كثيرا، ولكنه الحب حتى العبادة.

كانت هيدي لامار تحب أحد المجندين في جيش المقاومة لهتلر وكانت تخاف عليه. ففكرت في حيلة لسماعه ولكي تخبره معلومات ضد النازية وضد هتلر، فاخترعت تليفونا محمولا. ولم يعرف أحد أنها هي التي اخترعت جهازا ينقل المعلومات ضد الجيش النازي ويدل على الأماكن وحتى الخطوات التي سوف تتخذها القوات النازية، ليتحرك هو وزملاؤه من اليهود، وهي يهودية.

أفلحت هيدي لامار في أن تنقل إليه كل المعلومات التي أدهشت الجيش النازي. وحاولوا أن يعرفوا كيف تنقل هذه المعلومات وبهذه السرعة. فلا توجد تليفونات ولا يوجد حمام الزاجل الذي ينقل الرسائل.. لا شيء من ذلك.

ولما هاجرت هيدي لامار النجمة النمساوية الجميلة إلى أميركا وغيرت اسمها ذهبت إلى دار تسجيل الاختراعات، فسجلت الاختراع. ولكن أحدا لا يذكرها، وإنما يمرون بسرعة على سطر أو سطرين في سجل المخترعين أو الرواد في اختراع التليفون المحمول أو الخلوي.

قالت هيدي لامار: قلبي طائر له جناحان.. حبي لخطيبي وكراهيتي لهتلر.

وفي آخر أيامها ساءت حالتها. فقد أهلكها الإدمان ولم تجد وسيلة للحياة إلا أن تهدد عشاقها بأن يدفعوا لها حتى لا تذكر أسماءهم، وكانوا يفعلون.

وعلى الرغم من أنها ذكرت كل شيء في حياتها وغرامياتها العارية، فإنها لم تذكر التليفون المحمول مع أنه الأبقى، وهي تمكنت من اختراعه لأنها درست الميكانيكا والكيمياء في جامعة فيينا. إنها إذن الكيمياء التي بينها وبين خطيبها هي التي أدت إلى اختراع الموبايل.