عندما حشرت نفسي بين الأغنياء!

TT

الدنيا مقلوبة في أميركا وفي أوروبا: لأن سيدة غنية ليس لها ورثة. فتركت ثروتها لكلبتها العزيزة المخلصة الوفية المحبوبة.

وقد حدث هذا كثيرا. ولكن ما الجديد في هذه القضية. الجديد أن هذه السيدة بعد أن تركت وصيتها اكتشفت أن العمر الافتراضي للكلبة يوشك على الانتهاء. أي ان الباقي في عمر الكلبة أقل كثيرا من صاحبة الكلبة. فإذا ماتت الكلبة قبلها فقد ضاعت ثروتها لأن الكلبة لم توصِ بثروتها لأحد من الناس. بمن فيهم صاحبتها. فما الحل؟

وانشغلت أميركا بمشاكلنا في مصر وما سوف يفعله هؤلاء الشبان الشجعان ببلادنا وشعبنا؟!

ولكن عدت أنا الآخر أبحث في هذا الموضوع. فليس لي ورثة. إذن لا بد أن أوصي بما أملك لأحد من الناس. لأن كلبي لا يمكن أن يكون وصيا. فليست هذه التقليعة مقبولة عند الشرقيين المصريين. ولنفرض أن القانون المصري يقبل بنظام الوصية للكلاب والقطط والخيول والقرود. فما هي هذه الثروة التي سوف أتركها عندما أموت. أنا أقول لك: مكتبتي وبها خمسون.. ستون ألفا من الكتب. طظ!

وقد تركت من المؤلفات 221 كتابا. طظ مرة أخرى. فعائد هذه الكتب ضئيل جدا.. ولم يستطع كاتب مصري أن يعيش على كتبه: لا توفيق الحكيم ولا العقاد ولا طه حسين ولا نجيب محفوظ.. ولولا أن روايات نجيب محفوظ تحولت إلى مسرحيات وأفلام لوجدت أول شحاذ يدق بابك هو نجيب محفوظ.

إذن هذا الذي سوف أتركه لكلبي يكفيه غداء وعشاء.. وكلبي يتغذى على العظم واللحم الذي لا آكله.. ويتغذى على الخبز والجبن المالح.. وأنا لا آكل الملح في الطعام أو خارجه..

وسمعت من يقول في أذني بصوت مرتفع: يا أخي اسكت. إيه اللي حشرك بين هؤلاء الأغنياء!

وتلفت حولي لأعرف من هذا الخبير بكل شؤوني والفاضح لأمري. فلم أجد أحدا سواي.. وسكت!