ولا تزال القائمة طويلة!

TT

أحد أقاربي من شباب (ثورة ميدان التحرير) أو الثورة الالكترونية. لم يتصور أحد من أخوته أو أصدقائه أو أقاربه أنه وآخرين يدبرون لثورة. شيء غريب يبدو أنهم تواصوا ألا يطلعوا عليه أو يشركوا أحدا من الأقارب معهم – خوفا على أسرار هذه الثورة في تكوينها وتدوينها ومناقشتها.

سألت: من أنتم!..

فذكر لي عدد من دارسي القانون والعلوم السياسية في مصر وفي الخارج أن أعمارهم تتراوح بين العشرين والثلاثين. وأكثرهم متزوج في هذه السن الصغيرة. مستقيمون. متدينون أيضا. وهم أخوة مسلمون وليسوا إخوانا مسلمين ـ فالإخوان المسلمون لم يحتكروا الإسلام. ومن بينهم من درس الطب والكيمياء. وأنهم رصدوا الحياة المصرية كلها ولهم ملاحظات وآراء على كل الوجوه المعروفة وفي كل مجالات الحياة.

وهم شباب عندهم حلم. ويؤمنون بأن هذا الحلم سوف يتحقق. ولم يخطر على بال واحد منهم أن هذا الحلم سوف يتحقق بهذه السرعة. وكانوا خائفين من اعتقالهم بعد ظهورهم. ولذلك أكدت لهم القوات المسلحة وحتى الرئيس مبارك أن السلطات لن تلاحق أحدا ولن تعتقل أحدا لأنهم معارضون للنظام ويتمنون زواله ابتداء من رئيس الدولة. وعندما ذهبوا إلى القصر الجمهوري وهم على يقين من أن الرئيس قد تركه إلى شرم الشيخ. كان تظاهرهم أمام القصر رمزيا. وهم يطالبون برحيل الرئيس سواء كان موجودا هناك أو في مكان آخر..

وعندما رحبت ألمانيا بالرئيس مبارك حدث سوء فهم. الحكومة رأت أن هذه المبادرة الألمانية تدخلا في شؤون مصر. والحقيقة غير ذلك فالألمان عرفوا أن الرئيس سوف يعود إلى ألمانيا للعلاج. حتى لو لم يكن رئيسا لمصر.. تريد أن تؤكد له أن موقفها لن يكون مثل موقف أمريكا يوم رفضت استقبال شاه إيران وكان أهم أصدقائها في المنطقة. ورفضت دول كثيرة استقبال الشاه المريض حتى لا يكون ذلك إحراجا مع آية الله روح الله الخميني. ولكن السادات رحب به هو وأسرته في مصر..

فألمانيا غالبا استحضرت هذه المعاني، ومصر قد نسيت ولم تذكر إلا المفاجأة الألمانية بقبول الرئيس ضيفا عليها للعلاج. وهو عمل إنساني لا دخل له بالسياسة!

ولكن الثوار صدقوا بأن الرئيس إذا خرج فلن يعود. وأصروا على الرحيل. وحسبها الرئيس فوجد أن عناده بالبقاء وعناد الشباب أيضا سيؤدي إلى خراب مصر التي خسرت مئات مليارات الدولارات في 18 يوما. وفضل الرئيس مصلحة البلاد. ولسنا ندري إن كان الرئيس سوف يموت في سيناء بعد أن عاش في القاهرة ستين عاما. أو تدفعه الظروف إلى أن يبرح وطنه إلى وطن آخر..

وليس خروج الرئيس من مصر ونزوله عن الحكم إلا مطلبا واحدا في سلسلة طويلة من المطالب وقد أقسم الشباب بأنه بعد عشر سنوات سوف تصبح مصر التي كانت جهنم الرئيس مبارك، جنة للشعب تجري من تحتها أنهار العزة والكرامة والخير الوفير. آمين..