رابطة الصناعة والأعمال التركية تعمل أسرع من ساركوزي

TT

يوجد ممثلون لرابطة الصناعة والأعمال التركية داخل فرنسا من أجل الترويج لمصالح تجارية قبل أسبوعين من زيارة يقوم بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لتركيا.

ولا تعقد الاجتماعات هذه المرة داخل باريس، بل في مدينة أخرى مهمة وهي مدينة ليون. ويضم فريق رابطة الصناعة والأعمال التركية أعضاء من معهد البوسفور، الذي تأسس قبل عام ونصف داخل باريس.

أعتقد أني يجب أن أعطي تذكرة عن معهد البوسفور. قررت رابطة الصناعة والأعمال التركية أن تنشئ منصة تضم فرنسيين بسبب العلاقات (غير ودودة) بين تركيا وفرنسا.

وتأسس معهد البوسفور وفقا للقانون الفرنسي، ويقوده رئيسان مشاركان: كمال درويش، من معهد «بروكينغز»، وهنري دي كاستري، وهو رجل أعمال فرنسي بارز والرئيس التنفيذي لـ«أكسا». ويدعم بعض أعضاء المعهد، الذي يعد مؤسسة بحثية، سعي تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، في حين يعارض آخرون ذلك. وعلى سبيل المثال، لا يدعم عضو جديد، وهو وزير الدفاع الفرنسي وعمدة بوردو آلان جوب، منح تركيا عضوية كاملة داخل الاتحاد الأوروبي. وعلى الجانب الآخر، يدافع كلود فيشر بحماس عن قبول تركيا في الاتحاد الأوروبي. وينضم فيشر إلى جهود رابطة الصناعة والأعمال التركية في ليون.

فكرة زيارة ليون، وهي ثاني أكبر منطقة حضرية داخل فرنسا، جاءت من رجل أعمال من أزمير، يدعى لوسين أركاس، في فريق رابطة الصناعة والأعمال التركية.

وأركاس هو ممثل تركيا في «رينو تراكس»، ومقرها في ليون. وتعد ليون مكانا جيدا لأنه يقع في منطقة رون - ألب، إحدى أكثر المناطق ثراء داخل فرنسا. وعلاوة على ذلك، يعيش نحو 90.000 تركي داخل ليون. وعلى الرغم من هذه الكثافة السكانية التركية، فإن المدينة لا تعرف الكثير عن تركيا.

ويشير نائب رئيس الجمعية الإقليمية داخل رون – ألب، برنارد سولاج، إلى أن تركيا في معظم الوقت تختلط بدول شمال أفريقيا. ويقول سولاج: «نحن السياسيين يجب أن نوضح أن الأتراك مختلفون». ويتفق القنصل العام التركي داخل ليون محمد بلير مع ما يقوله سولاج. ويقول إن الأتراك يعتبرون من شمال أفريقيا.

ومن بين الأسباب التي تقف وراء ذلك أن عدد الفرنسيين الذين يزورون شمال أفريقيا يزيد بمقدار ثلاثة أو أربعة أضعاف عن عدد الفرنسيين الذين يقومون بزيارة تركيا.

ويجب أن لا ننسى حقيقة أن صورة تركيا تزداد غموضا عندما نخرج من باريس. ولذا تحظى زيارة رابطة الصناعة والأعمال التركية ومعهد البوسفور إلى ليون بأهمية. أخذ سولاج، رئيس لجنة الأديان في البرلمان الأوروبي ومجموعة العمل الخاصة بالعلاقات مع تركيا، نحو 10 من رجال الأعمال بمنطقة رون - ألب إلى المحافظة الأناضولية غازي عنتاب قبل شهرين. ويقول سولاج: «عندما رأوا مقدار الحداثة داخل غازي عنتاب، شعروا بالدهشة الكبيرة».

وقامت المجموعة بزيارة المنطقة الصناعية في غازي عنتاب وشهدوا إنتاج البقلاوة بطرق حديثة. وطبقا لما ذكره سولاج، فإن رجال الأعمال الفرنسيين لم يستطيعوا إخفاء دهشتهم لبعض الوقت.

نعم، الشعب الفرنسي لا يعرف تركيا بالقدر الكافي.

ولكن يوجد في الجانب الآخر من العملة مشاعر خوف من تركيا، ويزداد ذلك في الساحة السياسية العالمية بسبب نمو القوة الاقتصادية للدولة.

وتشعر فرنسا بالذعر إزاء سرعة العولمة، فهي تعلم مقدار التراجع في الكثير من المجالات، ولهذا السبب يخشى رجال أعمال فرنسيون من تركيا كدولة صاعدة جديدة، بحسب ما يذكره سولاج.

عدم المعرفة على جانب، والخوف على الجانب الآخر.

حسنا، ولكن ماذا ستفعل تركيا من أجل الحصول على دعم الشعب الفرنسي لسعيها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي؟ ما لم تدعم أنقرة جهود الضغط التي تقوم بها رابطة الصناعة والأعمال التركية ومعهد البوسفور، سيكون ذلك صعبا جدا.ولكن القضية هي: هل تريد تركيا حقا الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي؟

* بالاتفاق مع صحيفة «حرييت ديلي نيوز» التركية