معركة أوباما الخاصة بالموازنة

TT

تبدأ اليوم الحرب على ما قد يطلق عليه «E2I2».

لقد دارت معركة الموازنة الكبرى إبان رئاسة بيل كلينتون حول مجموعة أشياء حروفها الأولية بالإنجليزية جمعت في كلمة «R2D2»، التي استلهمت من إحدى شخصيات «حرب النجوم». وبشيء من المرح لخص مساعدو كلينتون معركته ضد الخصومات الجمهورية في برامج «ميد كير»، «ميديك آيد» والتعليم والبيئة كدفاع بـ«M2E2».

وبالنسبة إلى الرئيس أوباما فإن خطوط المعركة سوف ترسم حول استثمارات داخل - أو كما سيقول جمهوريون نفقات على - التعليم والطاقة والبنية التحتية والابتكار، أو ما قد يطلق عليه «E2I2».

بعدما يكشف أوباما عن مقترح الموازنة يوم الاثنين، سيكون من الصعب التظاهر أن الرئيس والجمهوريين بمجلس النواب يعيشون في المجرة السياسية نفسها، ناهيك عن وجود فرصة للوصول إلى الكثير من التوافق بين الحزبين.

لا يركز أعضاء تابعون للحزب الجمهوري بمجلس النواب اهتمامهم على برامج محددة أو أهداف الحكومة، ولكن على مقدار رقم عشوائي لخصوماتهم في الموازنة. عرضت القيادة بصورة عشوائية قائمة طويلة من الخصومات خلال الجزء المحدود جدا من الموازنة الداخلية.

نموذج له دلالات: الحزب الذي يزعم حب المجتمع وجهود الكنيسة من أجل مساعدة الفقراء والكادحين ألغى برنامج «أميركوربس»، وهو برنامج خدمة وطنية حظي لفترة طويلة بدعم من كلا الحزبين. تذكر أن برنامج «أميركوربس» يعطي منحا صغيرة تعطي دفعة لكمية هائلة من العمل التطوعي للمجموعات التي اعتاد جورج دبليو بوش الثناء عليها ووصفها بأنها «جيوش الرحمة».

ولكن لم تكن هذه الخصومات غير الواقعية غير واقعية بالقدر الكافي لجناح «حزب الشاي» التابع للحزب الجمهوري؛ لذا يسعى زعماء جمهوريون حاليا إلى إيجاد أعداد أكبر. ولا تستطيع قيادات في الحزب الجمهوري و«حزب الشاي» حتى التوافق على طريقة حساب الخصومات المتعددة.

وكان على رئيس لجنة المخصصات بمجلس النواب هارولد روجرز (الجمهوري من ولاية كنتاكي، الذي اقترح بالفعل خصومات تصل إلى 74 مليار دولار)، أن يأتي بـ26 مليار دولار إضافية كي يصل إلى الرقم السحري - 100 مليار دولار - الذي تعهد الجمهوريون في الحملة الانتخابية عام 2010 باقتطاعه من الموازنة. وربما لا يعتبر ذلك كافيا. والسبب هو أن أرقامه تضمنت 16 مليار دولار في صورة مدخرات عسكرية لا يعترف بها أعضاء «حزب الشاي» كجزء من تعهدهم الأصلي، الذي يفترض أن يأتي بالكامل من نفقات غير مرتبطة بالأمن.

أشعر بالأسف لروجرز، على الرغم من أن الجمهوريين الذي ركبوا موجة «حزب الشاي» للوصول إلى موقع السلطة يجب ألا يندهشوا إذا تم التهامهم خلال هذه العملية.

وعلى النقيض، ستكون موازنة أوباما مزيجا من الخصومات والزيادات - مع التركيز على سياسات تجاه المستقبل - تؤكد مبادرات جديدة في مجال التعليم والطاقة والحاجة إلى إصلاح البنية التحتية والتقنية والوسائل التي تستطيع الحكومة من خلالها تعزيز البحث والتنمية والابتكار.

ولكن يقوم الرئيس أيضا بالعمل على برامج تحظى بشعبية لدى أنصاره، لا سيما مساعدات الطاقة لذوي الدخل المنخفض ومنح التنمية المجتمعية التي تساعد المدن. ويوجد سبب يدفع إلى القلق من أن خصومات أوباما سوف تحدث تلفا من دون إرضاء الجمهوريين - وهذا نموذج آخر على ميل الإدارة إلى تقديم تنازلات استباقية تشجع خصوم الرئيس وتثبط همة أصدقائه.

ولكن يعتقد البيت الأبيض أنه من خلال إبداء الرغبة في طرح خصومات، سوف تصرف موازنته الانتباه تجاه برامج محددة قد يدمرها الجمهوريون أو يعرقلونها. ويأمل مسؤول بارز في الإدارة أن يمضي الأمر على هذا النحو: «يريدون خصومات ونفقات، ونريد خصومات ونفقات. لنقارن خصوماتهم مع خصوماتنا ونفقاتهم مع نفقاتنا».

هذه المعركة مربكة؛ لأن الجمهوريين لا يزالون يتحدثون عن خصومات في موازنة العام الماضي، بينما يركز أوباما بدرجة كبيرة على خطة العام المقبل. ويمثل الديمقراطيون داخل مجلس الشيوخ، الذين يتوخون الحذر في القضايا المالية (لا سيما من يسعون لإعادة انتخابهم في 2012)، معاملا مجهولا في حسابات الجميع.

ويساعد أوباما أن الجمهوريين في مجلس النواب يتحركون حتى الآن باندفاع لدرجة أنهم قد يقوضون فرصهم في تعقيد استراتيجية الرئيس ببث الفرقة بين الديمقراطيين في مجلس الشيوخ. وعلى الجانب الآخر، لدى بعض الديمقراطيين بمجلس الشيوخ مخاوف انتخابية لدرجة أنهم قد يتسابقون ببساطة من أجل اللحاق بالركب في الوقت الذي يستمر فيه «حزب الشاي» في تغيير مستهدفاته من الموازنة.

منذ انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني)، حدد أوباما بدرجة كبيرة النقاش السياسي المحلي، بينما ترأس جون بوينر، رئيس مجلس النواب، فوضى داخل غرفته.

ولكن مع وجود موازنة فعلية على الطاولة، سيواجه الرئيس مستوى مختلفا من التحدي. وكما حدث مع كلينتون، سوف يستوحي فكرة «حرب النجوم» ويأمل أن يلعب الجمهوريون دور دارث فيدر، لكنه سيحتاج إلى جعل جنوده من ورائه كي ينتصر في الملحمة التالية.

* خدمة «واشنطن بوست»