شخصية لا أول لها ولا آخر!

TT

في مصر كتاب للسفير الإسرائيلي المصري المولد ديفيد سلطان. والكتاب دراسة للحياة السياسية في مصر ولعدد كبير من المفكرين.. والكتاب على شكل تقارير تكشف عن ذكاء السفير وفهمه ومتابعته لكل ما حدث في مصر على أيامه.

ومن قبله كان هناك سفير آخر مصري الأصل.

ولكن ديفيد سلطان لم يضيع وقته، وإنما كتب عن معنى التطبيع في مصر، ولذلك اختار عددا من ممثلي السياسات المختلفة في مصر. والكتاب كله معلومات من الدرجة الأولى، فالمؤلف قد التقى بكل هذه الشخصيات. الكتاب عنوانه «أسرار التطبيع بين مصر وإسرائيل» ترجمة عمرو زكريا ومراجعة حسين سراج.

وقابلته، وتناقشنا في كل شيء عن مصر وإسرائيل. وإن كان الحاجز النفسي بيننا قد سقط.. والجواب: إلى حد ما. وإن كان أكثر المثقفين يرفضون التطبيع مع إسرائيل. وقد سألني السفير الحالي إن كان الحاجز النفسي الذي تحدث عنه السادات لا يزال بيننا، فأكدت له ذلك. إنه صحيح اتفقنا على السلام، ولكن ما تفعله إسرائيل بالشعب الفلسطيني هو السبب الأساسي. وكان رده الذي نشرته وأزعجه، ولا بد أنه أغضب وزارة خارجية إسرائيل، فقد قال لي: وأنتم ما لكم ومال فلسطين؟ انشغلوا بقضاياكم الداخلية واتركوا الشعب الفلسطيني؛ نحن نعرف التعامل معه.

واختلفنا. وافترقنا..

ولكن ديفيد سلطان سفير رقيق ناعم كالسيف.. هو شخصيا وما كتبه أيضا. قال كل شيء بعبارة سهلة لطيفة. ولكن كل المعاني التي يريدها كانت هناك.

امتدحني، وقال إنني مؤلف لكتب كثيرة، وإنني أحسن الحوار وابن نكتة، وامتدح موقفي من الرئيس السادات ومن التطبيع. ثم قال عني: إنه شخصية مثيرة للاهتمام، ولكن من الصعب أن تعرف أغواره!

ووقفت عند هذه العبارة: كيف أنني من الصعب أن تُعرف أعماقي.. فبعد أكثر من 200 كتاب في خمسين عاما ومحاضرات وتدريس للفلسفة وندوات في مصر وفي أوروبا ولا يمكن أن تسبر أغواري؟

ونظرت إلى وجهي في المرآة، ولا أعرف أين تكون هذه الأغوار، وما الذي جعل السفير ديفيد سلطان يقول هذه العبارة. الحقيقة لم أعرف.. وأنت لن تعرف لأن عندي أغوارا لا يمكن الاهتداء بها أو إليها. عجبي!