اللهم لا تجعلني (تيسا مستعارا)

TT

يا قرد حظ من يطلبني النصيحة - ومعناها: يا سوء حظ من يطلب مني أن أقدم له نصيحة -، فما أكثر من سألوني وأوردتهم (التهلكة) عن سابق عمد وإصرار دون أن يرف لي رمش.

ولكنني اليوم ومع ذلك، ومع أن نيتي غير حسنة بما فيه الكفاية، قررت أن أقدم النصيحة لكل زوج أحمق مفتون ويحب زوجته حبا جما، ويغار عليها غيرة عمياء، أقول له: إياك إياك أن تتهور وترمي عليها كلمة الطلاق بالثلاث، حتى لو أنها إن شاء الله ضربتك على رأسك (بالمداس) - أي (بالشبشب) -، ولكي أعطيك الدليل القاطع، فسوف أورد لك حادثتين الأولى في مصر وقرأتها في الأخبار، والثانية في السعودية وقد عايشتها مع من عايشها، الأولى تقول: إن هناك زوجا قد طلق زوجته ثلاث مرات هي تقول له غاضبة: طلقني، وهو يستجيب لها غاضبا ويقول: أنت طالق، وبعد أن انتهت السكرة وجاءت الفكرة ندما على ما حصل وأرادا أن يتراجعا، غير أن المحاكم الشرعية تحتم في هذه الحالة أن تتزوج المرأة رجلا آخر ثم يطلقها وبعد ذلك تعود إلى زوجها الأول. فتزوجت هذه المطلقة خادما لها. ولما طالبته أن يطلقها عصى ورفع عليها قضية على أنها زوجته ويجب أن تطيعه. فلم تجد لها خلاصا إلا بأن تشتري منه نفسها. فتراضت معه على ثمن طلاقها ودفعته.

أما الحادثة الثانية التي في السعودية فقد حصلت في أواسط السبعينات الميلادية، وبطلها رجل أحمق، كان متزوجا من امرأة فاتنة بمعنى الكلمة، وطلقها كذلك ثلاث مرات، وندم، وبحكم أنه لا يستطيع أن يعيدها حتى تتزوج من غيره ثم تُطلَّق، فقد اتفق اتفاق (جنتلمان) مع رجل (حونشي) على أن يقترن بها ليوم أو يومين ثم يطلقها، لتحل له ويرجعها في عصمته، وافق (التيس المستعار) - أي الرجل - أن يقوم بذلك الدور لقاء (50) ألف ريال، وأن يحجز له مع زوجته (سويت) في فندق (الكندره)، ويضع تحت تصرفه سيارة جديدة، وهذا ما حصل، ومر يوم ويومان، وأسبوع وأسبوعان، والزوج لا يتعب من الاتصال به لكي ينفذ الشرط ويطلقها، غير أن (الحونشي) يمهله ويسوف، وفي كل (عصريّة) من كل يوم يأخذ الزوجة بالسيارة أمام ناظر زوجها السابق القابع كالجرذ (باللبي) ليتمشى معها في طريق المدينة ثم يعود إلى الفندق مطمئنا ليسهر معها حتى الصباح، وظل على المنوال شهرا كاملا، وعندما يئس الزوج السابق من حكاية الطلاق، ما كان من حماقته إلا أن يقدم للجهات الرسمية شكوى يطالب فيها على الأقل باسترداد المبلغ الذي دفعه + مصاريف الفندق التي (كعّها)، طبعا لم يُستجب إلى طلبه غير المنطقي، وفوق ذلك أصبحت فضيحته عند الكل (بجلاجل) - بما فيهم أنا -.

فما كان من الأحمق إلا أن يترصّد لذلك (الحونشي) عندما كان يسير مع زوجته (متبخترا) في شارع قابل، محاولا الاعتداء عليه بالضرب من شدّة (قهره)، غير أن الآخر استنجد بالشرطة، وأودع المعتدي بالسجن لشهر كامل مع الجلد، وأخذوا عليه تعهدا بعدم تكرار ذلك. وكانت الطامة أن زوجته كتبت له رسالة وهو في السجن تقول فيها: إنني سعيدة جدا مع زوجي الجديد، وحتى لو أنه طلقني فإنني لن أعود إليك حتى لو أنك أخذت تحبو على الأرض بيدك وقدميك.

لأول وآخر مرّة، أظن أن نصيحتي في محلها، فتمهل أيها الزوج المحترم لا ترم بيمين الطلاق جزافا، وأنت أيتها الزوجة الهبلا، سكري (نعيك) - أي فمك الواسع -، ولا تردحي وتصرخي على كل صغيرة وكبيرة قائلة على طريقة الأفلام المصرية: طلأني، طلأني.. طلقتك (بقعا).

وآخر دعواي: اللهم لا تجعلني في يوم من الأيام (تيسا مستعارا).

[email protected]