سأعتذر.. ولكن لمن؟

TT

يبدو أن مقالي المعنون «إسرائيل تفاوض القرضاوي» قد أثار الكثيرين، لكن المفاجأة هي ما نقله موقع قناة «الجزيرة»، وهذا الموقع قصة أخرى لا تقل عن المحطة نفسها، حيث هناك يتم تمرير القصص التي لا تتعامل معها الفضائية حول السعودية مثلا أو سورية، والمفاجئ هو ما نقله موقع «الجزيرة»، وبتصرف واضح، من صحيفة «معاريف» الإسرائيلية تعليقا على المقال.

والمقال الذي كتبته في 26 فبراير (شباط) الماضي كان تعليقا على اقتراح قدمه رئيس الموساد السابق أفرايم هليفي يدعو فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتفاوض مع الشيخ يوسف القرضاوي، وعلى أثر ذلك نقل موقع «الجزيرة» على الإنترنت مقتطفات منتقاة، وبتصرف واضح، من مقال للكاتبة الإسرائيلية ليندا منوحين، بحسب الموقع، كتبته تعليقا على مقالي، وتحت عنوان «لا تخافوا من القرضاوي»، والحقيقة أنه من الصعب فهم المقصود من مقال الكاتبة الإسرائيلية اعتمادا على الصياغة التي نقل بها موقع «الجزيرة» تعليقات الكاتبة الإسرائيلية، حيث أفرط موقع «الجزيرة» في استخدام عبارة «وبحسب ما فهمت الكاتبة من المقال» أو «وحسب فهم الكاتبة»، والواضح أن نقل «الجزيرة» يشي بعدة ملاحظات أهمها هو: إما أن تكون الكاتبة الإسرائيلية منزعجة جدا من مقال «إسرائيل تفاوض القرضاوي»، أو أن موقع «الجزيرة» نفسه هو المنزعج من المقال؟

والحقيقة أنني لن أكابر، وهذا ليس طبعي، بل إنني سأقدم اعتذارا للجهة المتضررة، لكن كل ما في الأمر أنني أريد أن أفهم هل إسرائيل هي التي تضررت لأننا قلنا إن الشيخ القرضاوي لا يمثل ثقلا عربيا حقيقيا، أم أن موقع «الجزيرة» هو من تضرر لأننا قلنا للإسرائيليين بأن الشيخ القرضاوي لا يمثل الأمة الإسلامية والعربية؟ فإذا كان الإسرائيليون هم المتضررين ويعتقدون أن بوسع الشيخ القرضاوي أن يقدم لهم فائدة تذكر فلا اعتذار للإسرائيليين، وليتفضلوا ويفاوضوا الشيخ القرضاوي فهم يعرفون الطريق إليه، أما إذا كان موقع «الجزيرة» على الإنترنت هو الغاضب فليشرحوا لنا لماذا، فهل الشيخ القرضاوي شيخ ثورات، وخلع حكام، وجهاد، وهو من يفتي بجواز العمليات الانتحارية، أم أنه شيخ تطبيع وسلام؟

بالنسبة لي فأنا أكرر ما قلته في مقالي السابق، وهذا رأيي الشخصي، وليس رأي الصحيفة، كما حاولت «الجزيرة» القول، فإن للشيخ يوسف القرضاوي أن يفاوض الإسرائيليين إذا أراد ذلك، فالأمر متروك له ولا أملك أن أصادر حقوقه، فهو الأدرى بأموره، لكن المؤرق بالنسبة لي هو ما نقله موقع «الجزيرة» عن الكاتبة الإسرائيلية، فإلى الآن لم أستطع، ووفقا لما نقلته «الجزيرة»، أن أفهم من الذي تضرر من مقالي، هل هو «الجزيرة» أم الشيخ يوسف القرضاوي، أم الإسرائيليون، فالنقل بتصرف من قبل «الجزيرة» صعب الفهم، فهل الشيخ القرضاوي غاضب ويريد مفاوضة الإسرائيليين؟ أم أن «الجزيرة» هي الغاضبة، وتريد للتفاوض أن يتم؟ أم أن الإسرائيليين هم الغاضبون ويريدون للتفاوض أن يحدث؟ فقط أريد أن أفهم وعلى استعداد للاعتذار للطرف المتضرر! فهل من متبرع ليشرح لنا؟

[email protected]