إن فاتك البارو.. اتمرغ بغبارو

TT

أحيانا تصلني بعض الردود أو التعليقات على ما أكتب، ولا أدري بأي مشاعر أتقبلها.

فأنا أتواضع جدا، بل وأخجل أمام أي إطراء، كما أنه لا مشكلة عندي على الإطلاق تجاه أي انتقاد أو حتى أي هجوم، لأنني أدرى الناس بنفسي ومدى إمكانياتها المحدودة والمتعثرة أحيانا، لهذا كثيرا ما أبدو وكأنني متبلد الإحساس.

ومن أعجب رسائل التعليقات التي وصلتني قبل أيام رسالة من قارئ يثني فيها على كتاباتي بحرارة بالغة، ويصفني فيها بالصدق في كل شيء أكتبه في ما عدا: السياسة، والاجتماع، والدين، والاقتصاد، والعلوم عموما، فهذه فقط هي الأشياء التي لا أفقه فيها.

ورددت عليه شاكرا ومقدرا حسن ظنه وتلطفه.

***

لتعلموا فقط الحال البائس الذي وصل إليه المسلمون، أورد لكم الانطباع الذي خرج به أحد المشايخ الفضلاء في جولة أفريقية لتفقد الأحوال هناك، فكتب يقول:

«هل يعقل أن تكون نسبة المسلمين في مدينة ممباسا الكينية - كمثال - %85 من مجموعة سكانها، في حين أن نسبة التلاميذ المسلمين في ثانوياتها لا تتعدى %4؟!.. والأسوأ من ذلك أن هذا البلد (كينيا) الذي يشكل المسلمون فيه %40 على الأقل، يضم ثلاثا وعشرين جامعة مسيحية، ناهيك عن عشرات الكليات الكنسية، وست جامعات حكومية، مقابل جامعة واحدة للمسلمين (يتيمة) تنقصها المكتبات والتجهيزات المختبرية وغيرها من الوسائل التعليمية!.. هذا إذا علمنا أن في البلد 3900 ثانوية تابعة للكنيسة، ونحو 2000 ثانوية حكومية، مقابل سبع عشرة ثانوية للمسلمين فقط!.. ولنا أن نتساءل هنا: كم يملك المسلمون من مدارس ابتدائية مقابل نحو 27 ألف مدرسة ابتدائية كنسية؟!.. فأي مأساة علمية وتربوية واجتماعية أشد عمقا من هذا الوضع التعليمي الخطير؟!».

***

جاء في الأخبار أن شابة تايوانية سئمت من انتظار فارس الأحلام من دون أن يأتي، فقررت أن تقيم حفلة زفاف وتتزوج هي نفسها بنفسها بدلا من الانتظار، وسافرت إلى أستراليا لقضاء شهر العسل.

ولا شك أنني احترمت وأعجبت بشجاعة تلك الفتاة، ودعوت من أعماق قلبي أن تقضي وحدها هناك شهر عسل ممتعا.

وبالرفاء والبنين إن شاء الله.. (وإن فاتك البارو.. اتمرغ بغبارو).

وفعلا تمرغت تلك الشابة في رمال شاطئ (غولد كوست) بأستراليا، ولو كان لي من الأمر شيء لتمرغت معها أنا كذلك.

[email protected]