شكرا لأمير الكويت

TT

طوى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح صفحة من صفحات الخلاف الخليجي – الخليجي بين كل من الإمارات وسلطنة عمان في توقيت يعد فصلا من فصول المخاطر التي يتعرض لها مجلس التعاون الخليجي منذ تأسيسه.

قطع الشيخ المحنك، وصاحب التجربة الدبلوماسية الطويلة، المسافة بين كل من مسقط وأبوظبي ذهابا ومجيئا في رحلة مكوكية، وبكل هدوء، حتى توج جهوده باصطحاب كل من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ محمد بن زايد والشيخ منصور بن زايد إلى ولاية منح العمانية، ليطوي صفحة الخلاف بين البلدين. نجح أمير الكويت في جهوده دون ضجيج إعلامي، وأتم مهمته دون تصريح بطولي واحد، فعل الشيخ ما فعله لأنه أحد قيادات الخليج المحنكة، وصاحب المرونة السياسية المذهلة، وهو ممن خبروا الشر في هذه المنطقة، كيف لا وهو شاهد على يوم زحف جيش صدام حسين على الكويت، وهو واحد من أهم الشهود على خطر النفوذ الإيراني على الخليج العربي، والشيخ صباح قائد يعي تماما أهمية الحفاظ على كيان مجلس التعاون.

ما أنجزه الشيخ صباح، وفي هذا التوقيت، يعيد للأذهان المطلب الدائم لمواطني مجلس التعاون الخليجي، وهو ضرورة أن يتجاوز المجلس خلافاته، أو قل، وإن غضبوا علينا، مماحكاته غير المفيدة، فدول المجلس تختلف على جزئيات صغيرة، مهما بلغ حجمها، بينما التحدي أكبر وأخطر، فالمتربص بخليجنا هدفه زعزعة الكيان ككل. مجلس التعاون الخليجي ليس نادي الأغنياء، أو المرفهين، بل هو آخر معاقل الأنظمة التي رعت وترعى مواطنيها بكرامة وتقدير، آخر الأنظمة العربية التي تشبه مواطنيها تماما، وهي منهم وفيهم. وللأسف فإن المماحكات السياسية التي تحدث بين دول المجلس، وبشكل بات مفضوحا، وعلنيا، لا يستفيد منها أحد إلا أعداء المجلس الذي بوسعه أن يفعل الكثير لمواطنيه، ولاستقرار المنطقة ككل.

فاليوم تتعرض منطقتنا كلها إلى زلزال سياسي ضخم تبعاته ما زالت تتوالى، وأولى هذه التبعات زيادة التحريض الإيراني على جميع دول المجلس، فمن يتابع وسائل الإعلام الإيرانية سيكتشف أنها لم تعد تستثني أحدا من دول المجلس في تحريضها السافر، كما أن تبعات هذا الزلزال تعني أنه بات على أعضاء مجلس التعاون الخليجي اليوم التصدي لملفات شائكة، ومعقدة في المنطقة، من اليمن، ومرورا بمصر، وهناك ليبيا، وتونس وخلافها، وأبسط مثال هنا أنه وعلى الرغم من كل التحريض على مجلسنا، ودولنا، فها نحن نشاهد السعودية تطمئن العالم صباح مساء على الاقتصاد العالمي؛ لأنها من يحاول موازنة أسواق النفط أمام ما يحدث في ليبيا مثلا.

وعندما نقول اليوم شكرا لأمير الكويت فلسبب بسيط هو أن هذا القائد ما زال يذكر أبناء المجلس، حاكما ومحكوما، بأهمية وحدتنا، وضرورة تطوير آلية تعاوننا، وأنه حان الوقت لنكون على قدر المسؤولية.. فيا دول الخليج نريد تعاونكم، وليس تنافسكم الذي لن يستفيد منه أحد سوى إيران، وعلى من لا يصدق أن يمعن النظر جيدا بما يحدث في البحرين اليوم!

ولذا؛ نقول، وللمرة الألف، شكرا لأمير الكويت.

[email protected]