ابك.. ابك لأنك رجل!

TT

ونحن صغار كان يقال لنا: أنت تبكي. بس.. أنت رجل لا تبك. اترك البكاء للضعاف.. للمرأة!

غلط - تقولها عالمة النفس د. سوزي أورباخ..

وعندنا مناسبات كثيرة تدمع فيها عيوننا. فنحن نبكي من الفرح ومن الحزن. وإذا نجحنا بكينا وإذا فشلنا أيضا. والناس قد تدمع فقط.. وهناك رجال يبكون بحرقة وبانهيار أيضا. وهذا أصح.. فالبكاء تفريغ لشحنة عاطفية من الأفضل أن لا تبقى في نفسك وتتزاحم عليها رغبات مكبوتة في البكاء. وإذا بكى الرجل دقيقة بكت المرأة ثلاثين.. وقد لا يكفي البكاء فتكمل ذلك بالصراخ وتحطيم الأشياء أو تمزيق الملابس وتحطيم الزجاج وقد تلطم خديها.. في حالة الحزن الشديد مثل فقد عزيز. وقد رأيت في الريف المصري أن المرأة كانت ترتدي الملابس السوداء وتلطم خديها وتترك لذلك أثرا أسود أو أزرق. ولم يفكر أحد في أن يقول للمرأة كفى!

وعندما توفي خالي.. وكان جميل الصوت والصورة.. فوجئت بأن أمي قد ارتدت السواد وراحت تلطم خديها. وفزعت.. فلم أكن أتصور أن أمي تفعل ذلك.. ولكن لأنه أخوها.. ولأنه وقف مدافعا عنها عندما قررت أمي أن تعيش في المدينة لا في الريف.. ولأنه وقف معها ضد الذين كانوا يريدونني أن أكمل تعليمي في الأزهر.

وفي بعض الحضارات الآسيوية يصنعون التماثيل.. ويقولون تبكي بدلا من الرجال فهم يعملون وليس عندهم وقت للبكاء!

وترى د. سوزي أورباخ أن البكاء مفيد للعيون يغسلها ويريحها.. وهو تصريف وتفريغ للتوتر العصبي. وهي تنصح أن نبكي ما استطعنا إلى ذلك سبيلا..

وتقول د. سوزي: ابك.. ابك لأنك رجل. فالبكاء قطرة للعين وغسيل للنفس. ابك.. وإذا عجزت عن ذلك فاذهب إلى الطبيب لكي يساعد عينيك على البكاء والعويل!