بعد النحل جاءت الفئران لاكتشاف المتفجرات!

TT

كانت التجارب الأولى في منطقة الألغام في مرسى مطروح حيث يوجد حوالي عشرة ملايين لغم تركها الإنجليز حتى لا يتقدم الألمان، ووضعها الألمان حتى لا يتقدم أعداؤهم الإنجليز.. وانتهت الحرب وبقيت الألغام ولم تساعدنا ألمانيا وبريطانيا في كيف نتخلص من هذه الألغام. طلبنا الخرائط فنفوا أن تكون عندهم خرائط. وانتهى الموضوع عند هذا الرد القاطع.

وجاء الأمريكان يحاولون أن يعرفوا مكان الألغام الأرضية. وبعد شهرين عادوا إلى أميركا دون إزالة هذه الألغام لأنها تحتاج إلى وقت طويل في الاهتداء إليها وإزالتها دون أن تنفجر في الخبراء الأمريكان.. ثم عاد الأمريكان مرة أخرى. هذه المرة ومعهم ألوف من نحل العسل. لقد دربوا النحل على رائحة البارود والمواد الناسفة. فكانوا يطلقون النحلة فتقف فوق اللغم مهما كان التراب الذي فوقه.. ولكن المشكلة ليست معرفة أين يكون اللغم.. وإنما كيف نرفعه دون أن ننسفه فيؤدي إلى إصابة الألغام الأخرى لتقضي على الخبراء.

وعاد الأمريكان والألمان مرة أخرى وقاموا بتجارب غريبة. فليس معهم نحل وإنما معهم فئران في علب زجاجية. هذه الفئران دربوها على رائحة المواد المتفجرة التي يمكن إخفاؤها في ملابس المسافر بالطائرة أو الباخرة. إذ يكفي أن يقترب أي شخص معه أسلحة أو قنابل يدوية أو يكون مفخخا حتى تنزعج الفئران وتلوذ بالجانب الآخر من العلب الزجاجية تماما كما لو كانت تخاف من القطط.

وغدا لن ندخل في جهاز كشف المتفجرات. وإنما صندوق صغير به فأر يكفي لأن يكتشف أنك تحمل متفجرات صغيرة أو كبيرة. فالفأر المدرب قادر أن يشم رائحتك ويعطس قبل أن تقترب منه بعشرة أمتار. وهم لا يدربون اي نوع من الفئران وإنما اهتدى الخبراء إلى أن هناك نوعا واحدا من الفئران هي القابلة للتعلم والقادرة على شم المتفجرات والآن وصلت الفئران في تدريبها إلى اكتشاف أجهزة التليفون المحمول ومفاتيح السيارة ومفاتيح البيت. وهم يحاولون الآن أن يجعلوها تطلق أصواتا لكي تلفت رجال الأمن الذين يستخدمونها في المطارات والموانئ.. إناث الفئران فقط هي التي تقوم بهذه المهمة الصعبة. فقد لاحظوا أن الذكور التي دربوها على رائحة المتفجرات تقفز وتلتصق بجدار الصندوق الزجاجي. ويستغرق ذلك لحظات. أما الأنثى فإذا اكتشفت المواد المتفجرة فإنها تضطرب وتتحرك.