لقاؤنا عند كوافير الرؤساء!

TT

بعد وفاة الأستاذ عباس العقاد، لم يعد لنا مكان نلتقي فيه.. اللهم إحدى المكتبات الصغيرة. أكثر روادها من المصريين المتعلمين في فرنسا. فلغة الحوار فرنسية. وكانت المكتبة ضيقة. فساعدنا صاحبها لطف الله سليمان، أحد أقطاب الشيوعية، على أن يبني لنا طابقا داخليا له سلالم.. وسافر لطف الله إلى باريس ولم يعد.

وفاتحني عدد كبير من مديري الفنادق الكبرى عن استعدادهم لعمل ندوة كل أسبوع لأي عدد من الناس. وكانت الأجواء لا تسمح بندوة مفتوحة يجيء إليها من لا أعرف ليقول كلاما لا أريده وتكون مشكلة.. واقترح صديق أن يترك لنا أحد مساكنه كل أسبوع.. ولم أوافق.

وكانت لنا لقاءات على غداء أو على عشاء. ولكنها قصيرة، نقول فيها كلاما مضحكا.. أو أي كلام.

وأخيرا، كان لقاء في صالون محمود لبيب، وهو كوافير الرئيسين السادات ومبارك. عنده نلتقي من كل لون.. إذاعي أو تلفزيوني أو صحافي أو فني..

هكذا تكون الحوارات..

***

- عملت إيه؟

- قابلت شادية.. بتسلم عليك.

- والله، أريد أن أراها.. يا أخي وحشتني..

- ممكن أي وقت.

***

- مين كان معكم على الغداء؟

- فاروق حسني ومحمود محيي الدين وزاهي حواس وعلي عبد العزيز ويسرا.

- ويسرا عملت إيه؟

- انت عارف إنها مجاملة جدا.. وسوف تحضر الغداء والعشاء حتى لا تغضب أحدا.. وفي آخر لحظة، ظهر أسامة الباز.. وهات يا بوس للجميع.. وبعد لحظات اختفى..

***

- كانت هناك ليلى علوي ونبيلة عبيد وحسين فهمي.

- من كانت تجلس إلى جوارك؟

- كنت مثل هارون الرشيد، على يميني ليلى علوي وعلى يساري نبيلة عبيد، وأفسحت ليسرا مكانا لتجلس.. وجاء د. بطرس غالي فوقفنا له جميعا وقال: أنا عاوز أقعد مع أنيس.

***

فهكذا كانت الحوارات!