غدا يوم جديد

TT

احتفت «الأنباء» بمرور 35 عاما على إنشائها على يد الراحل خالد اليوسف المرزوق، بدعوة شباب الصحافة العربية وشيبها. يوم صدرت «الأنباء» كانت في الكويت 5 صحف يومية، والآن هناك 15، وفيض من الأسبوعيات والدوريات والموسميات. وقد حفرت الصحف الأولى مكانها ومكانتها. وجددت شبابها بإخراج جديد، كله جذاب وحديث. وفي العام السادس والثلاثين صدر العدد الأول من «الأنباء» أمس، وقد استبقى الشكل المحافظ مضيفا الكثير من التجديد. ولكي نعطي فكرة عن الأمر يمكن القول إن رئيس التحرير، يوسف المرزوق، في نحو الثلاثين، ومدير التحرير، محمد الحسيني، دونها.

وقد اختارت «الأنباء»، على عكس معظم الصحف الأخرى، شعارا لها، هو قول إيليا أبي ماضي «كن جميلا ترَ الوجود جميلا». وفيما يحتار الإعلام الكويتي مع مجلس الأمة والاستجوابات والجدل والصراخ والانزلاق القبلي والطائفي، تسعى «الأنباء» إلى إراحة قرائها بالجدي من النقاش والواقعي من السياسة.

أمضيت ليلتين في الكويت، فلا أستطيع الادعاء بأنني أحطت بالمشهد السياسي. لكنني قرأت خبرا يقول إن حكومة الشيخ ناصر الأحمد قررت «رفع سقف الحد الأدنى للتقاعد إلى 1500 دينار». لاحظ جنابك «الحد الأدنى»، ثم اضرب 1500 دينار في ثلاثة، يكون الحاصل بالدولار هو المعاش التقاعدي الأدنى للمواطن الكويتي. هذا يعني أن الدخل السنوي للمتقاعد نحو 60 ألف دولار، في حين أن متوسط دخل الفرد العامل في لبنان هو 13 ألف دولار. مبروك.

ألقى الزميل يحيى حمزة، مدير التحرير السابق، كلمة العاملين السابقين في الجريدة، وبينهم صاحب التوقيع أعلاه. وتوقف طويلا عند الراحل محمد خالد القطمة، أول مدير تحرير، والرجل الذي شارك المؤسس الكبير، وأطلق الأعداد الأولى من مطبعة تجارية في منطقة الشرق، ليست فيها مكاتب إلا من بضع طاولات.

لم يستطع العزيز يحيى أن يعطي خالد المرزوق ولا خالد القطمة حقهما، في كلمته المؤثرة والمرتجلة. وأبى طبعا أن يشير إلى نفسه وإلى دوره خلال عقدين كاملين كمدير تحرير. وأعتقد أن يحيى كان يأتي إلى الجريدة قبل حراس الليل، ويعود إلى بيته بعد ذهابهم بكثير. وبين العرب الذين عملوا في الصحافة الكويتية ترك يحيى بصمة الكد والجدية والمعرفة، وسعة صدر تهزم من يريد إثارتها أو انتهازها.

حزنت في الذكرى، لغياب أحباء، وسررت بالتقاء عدد من المحاربين القدامى. إلا أن فرحي الكبير كان حين دخلت صالة التحرير ولم أرَ فيها سوى شباب جدد لم أكن قد عرفت أحدا منهم من قبل. «غدا يوم جديد» كان شعار الاحتفال.