الرقص والعزف وحركات السيرك: شيء في العقل

TT

سؤال: لماذا يستطيع بعض الناس أن يرقصوا بسهولة؟ لماذا يبدع بعض الناس في الكتابة على الآلة أو على الكومبيوتر.. أو يمشون على الحبال في السيرك، أكثر من غيرهم؟!

قامت أستاذة الأعصاب في جامعة أكسفورد البريطانية الدكتورة شارلوت سبنتاج بتجارب عديدة على عدد من العازفين من الرجال والأطفال والنساء.. لمعرفة لماذا يتوارث البراعة في العزف بعض الشبان، ولماذا هذه البراعة لا تترك أثرا في الأولاد والبنات وتظهر في الأحفاد..

الجواب عند شارلوت سبنتاج هو أن الرقص في المخ، وليس السبب هو كثرة التدريب؛ بل إنها لاحظت أن كثيرا من العازفين تقدموا في السن ولكن لم يبلغوا درجة البراعة التي بلغها بعض الأطفال العازفين.. فعزف الكبار ورقصهم سببه التدريب، وليس سببه شيئا في المخ. وقد اكتشفت العالمة البريطانية أن في المخ مادة اسمها «جابا»؛ هذه المادة إذا نشطت أدت إلى براعة في الرقص وفى العزف أيضا. وبعض الناس ينظرون إلى أصابع العازفين الرقيقة الرشيقة ويقولون إنها السبب، ولم تكن أصابع معجزة الموسيقى موتسارت رقيقة رشيقة، ولم تكن جميلة؛ بل كانت كأنها أصابع نجار أو جزار!

واليوم نرى الأطفال يتخاطبون على الكومبيوتر ساعات وبمنتهى الرشاقة؛ فقد ظهر شيء جديد لم نكن نعرفه، وهو مادة «جابا» التي يفرزها المخ.. وليس كل مخ. ولكن على أي أساس يفرز المخ هذه المادة؟ الجواب: لا نعرف!

واكتشاف هذه المادة قد ساعد الأطباء على استعادة الوعي لكثير من الذين أدخلوا العناية المركزة.. هذه المادة تساعدهم على استرجاع الحركة في الجسم كله وفي القدمين وفي الأصابع. ونرى في الأفلام المريض يقفز من السرير إلى البيانو، والسبب أن هذه المادة قامت بتنشيط أعصابه الحركية ودفعته إلى استئناف الحركة، أو استئناف الوعي المنضبط!