واتفقنا على اسم الكتاب!

TT

ازددت اقتناعا بأن العمل المشترك غير ممكن. ولكنه ممكن فقط بالنسبة للعلماء، أما الأدباء والفلاسفة فإنهم لا يقدرون على ذلك. وعندي تجربة.

فقد حاولت أنا وصديقي العالم الأثري كمال الملاخ أن نؤلف كتابا معا، هذه فكرته هو. واختلفنا على اسم الكتاب. وأخيرا وافقت على الاسم المقترح. ولم يظهر الكتاب لأننا انشغلنا.

واقترح أستاذي الفيلسوف عبد الرحمن بدوي أن نؤلف كتابا عن الأدب الوجودي المعاصر، أو الأدباء الذين لهم فكر وجودي دون أن يقصدوا ذلك. وقد ذكرت له عشرة أسماء من الرجال والنساء القدامى والمعاصرين. ووافق دكتور بدوي على أن يكتب المقدمة والفصول الأولى. ومضت سنوات ولم يظهر الكتاب!

وكان المفكر الكبير د. زكي نجيب محمود من تلاميذ أستاذنا عباس العقاد.. وقد ترجم له بعض كتبه إلى الإنجليزية.. وبعد أن مات العقاد قال لي: تصور أن العقاد لم يكتب عني ولا عنك سطرا واحدا مع أننا أكثر الناس حبا له وإعجابا به!

فما رأيك - دكتور زكي نجيب محمود يسألني.

فقلت: في أي شيء؟ قال: في أن نكتب تجربتنا مع العقاد. ونقول.

فقلت: إنها دراسة لها طعم الفضيحة، فهل ترى أن نفضح أستاذنا لأنه في زحمة مشكلاته نسينا؟!

ولم يرد. ولم نؤلف هذا الكتاب!

وكان الشاعر كامل الشناوي قد أصدر دراسات فنية بديعة عن أبي نواس، وفي نفس الوقت أصدر العقاد كتابه عن أبي نواس. ولم يسترح طه حسين إلى كتاب العقاد وإنما قال إن الذي كتبه هو عالم النفس فرويد!

وأغضب العقاد، وقال ما قال..

ورأى كامل الشناوي أن نعيد هذه المعركة؛ هو ينشر رأي طه حسين، وأنا أنشر رأي العقاد وتوفيق الحكيم. وجلسنا وضحكنا. وغلبتنا النكت وتعبنا من الضحك ومن الكلام. وسقط الكتاب ميتا قبل أن يولد. وضحك كامل الشناوي وقال: وهل معقول أن يكون لكتاب أكثر من أم.. هاها!