قرارات خير من ملك محبوب

TT

تسمر السعوديون أمام شاشات التلفزيون بمنازلهم الساعة الثانية من بعد الظهر يوم الجمعة الفائت وهم ينتظرون بشغف واهتمام بالغين كلمة ملكهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. فلقد نوهوا بأساليب مختلفة بأن الملك سيلقي في هذا الموعد كلمة للشعب السعودي، وتعقب الكلمة قرارات ملكية مهمة. وهو أسلوب جديد على السعوديين لم يتبع من قبل، مما جعل سقف الفضول عاليا. وجاءت الكلمة الملكية وهي مليئة بالشكر والتقدير للشعب السعودي وللقوات المسلحة على مواقفهم الوطنية، وختمها بعبارة مرتجلة يسأل الناس أن لا ينسوه من الدعاء. وجاء الإعلان عن سلسلة متنوعة من القرارات المهمة التي تصب في مجالات خدمية وتنموية مختلفة جلها لصالح تحسين مستويات المداخيل والقدرات المالية للمواطن السعودي العامل والموظف في قطاعات حكومية، شملت حوافز وتحسينا في الرواتب والمزايا بشكل مهم. كذلك قدمت آلية جديدة للتعامل مع البطالة تقضي بتطوير الحدود الدنيا للأجور في الدولة وتحسين وسيلة مواجهة البطالة وذلك بتقديم معونة شهرية للباحثين عن العمل. وفي مجال حيوي آخر شديد الدقة، وهو السكن، تم إطلاق مشروع وطني عملاق لبناء نصف مليون وحدة سكنية، وكذلك رفع القروض الممنوحة لصالح التمويل العقاري للفرد وللبنك المعني بالتمويل لتلك المشاريع، وهي خطوة جبارة وبالغة الأهمية لأنها ستمكن فعليا المواطن من التفكير العملي في إمكانية حصوله على سكن بعد أن فقد الأمل في ذلك تماما.

وفي خطوة تاريخية أخرى ستحسب لخادم الحرمين الشريفين قام بالإعلان عن إنشاء هيئة عليا لمكافحة الفساد وربطت بالملك مباشرة، وهي هيئة طال انتظارها بعد أن تحول الفساد إلى حالة لا بد من مواجهتها بحزم وجرأة، وتم اختيار محمد الشريف لها، وعليه ستقع مسؤولية جسيمة وتاريخية، وسقف الطموح هائل والناس باتت لن ترضى إلا بالمواجهة والمكاشفة والمحاسبة، وهي حتما ستطلب إدخال دماء جديدة في مواقع كانت سببا في تمادي الفساد واستشرائه وتمادي ضرره.

لا بد من التعامل مع هذه القرارات المهمة على أنها خطوة جديدة من ضمن خطوات مضت وخطوات أخرى مطلوبة وقادمة قريبا جدا من ضمن نوايا الملك عبد الله بن عبد العزيز الإصلاحية التي كانت نهجه مع شعبه منذ أن كان وليا للعهد، فهو يعلم أن شعبه يحبه من القلب ويؤمن أن شعبه يحسن الظن بشخصه وبنواياه الصادقة وأنه يسعى لخير بلاده، ومن هذا المنطلق يعلم الملك والشعب السعودي أنهما في ذات المركب وباتجاه نفس الهدف وهو الصالح العام للبلاد والعباد، والقرارات الملكية هي خطوة مهمة في هذا الاتجاه النبيل يستحق التحية والإشادة، وللملك حق علينا للتفاعل مع ما طلبه من الجميع.. اللهم متعه بالصحة والعافية والبطانة الصالحة وأمده بعونك ليحقق ما فيه خير للبلاد من رغد العيش وكرامة الناس وصلاح الحال، اللهم آمين.

[email protected]