بن لادن.. وبنو لكن

TT

صحيح ان النظام العراقي نظام دكتاتوري لا يقيم للانسان وآدميته وزنا، وصحيح انه شتت الامة ودمر قواها بحربه ضد ايران، ومعلوم انه انهكها بحروبه الداخلية ضد العراقيين، عربا وأكرادا، ولا جدال بانه شرد من العراقيين خلال سنين حكمه اكثر مما شردت اسرائيل من الفلسطينيين خلال وجودها، بمن فيهم من ولد في الشتات، ولا نقاش في انه اهدر خيرات العراق ودول الخليج بمشاريعه التسليحية التي لم تستفد منها الأمة في صراعها ضد اسرائيل، واتفق معك بان غزوه للكويت جريمة لا تغتفر، وبأن احتلاله لبلد عربي مسلم وتشريد اهله وقتلهم وتعذيبهم مسألة لا يقبلها من يقول «لا إله إلا الله» ولا من يمتلك ذرة من الانسانية، وبأن تحريرها ومناصرة اهلها واجب على كل مسلم وعربي... ولكن... آه من لكن!!! اذا كانت امريكا مع مناصرة هذا الحق، فاننا سنقف وقتها مع النظام العراقي الذي قلنا عنه ما قلناه سالفا... (العام 1990).

صحيح ان طالبان ليست نظاما معترفا به من قبل المجتمع الدولي، ومعلوم انها حركة عصابة لا اكثر ولا اقل، والكل يتذكر يوم ان دخلت كابول العام 1996 ونكثت العهد ودخلت مقر الامم المتحدة عنوة وسحبت نجيب الله ـ حاكم افغانستان وقت لاحتلال السوفياتي ـ وأخاه وصلبتهما وعلقتهما في الشوارع اياما عدة، وكان مشهدا يذكر بالعصور الوسطى او ببغداد الحديثة، وجميعنا يعلم بانها قتلت من الافغان اكثر ممن قتلهم السوفيات. ومعروف انها استمرت في حرب اهلية ضروس لم تبق في افغانستان ولم تذر، ونعترف بان ذبحها للدبلوماسيين الايرانيين يوم سيطرت على مزار الشريف كالخراف جريمة غير مسبوقة في تاريخ الاعراف الدبلوماسية، وتكفيرهم للشيعة وذبحهم فتنة لم يسبقهم اليها احد في عالمنا الاسلامي الحديث الذي يتطلع لرص الصفوف وتجاوز الخلافات، بل ان هدمهم لتماثيل البوذيين يعطي اعداء الاسلام زادا في حربهم الدعائية ضده، ومتاجرتهم بالمخدرات لتمويل حروبهم العبثية اهدار لخيرات افغانستان التي يعاني شعبها المسلم المنكوب من الفقر والعوز والفاقة، اي ان التخلص من هذه العصابة ضرورة لنصرة افغانستان المسلمة، وبكل المقاييس، ولكن... عدنا الى لكن ثانية!!! اذا كانت امريكا ستقود حملة الخلاص هذه لاسباب تخصها، فعلينا ان نناصر طالبان...العام 2001.

اصحاب مدرسة «بني لكن» بيننا كثر، ومنطقهم اعوج لا سليم، يقرون بالكبائر ويناصرونها، ولكنهم ولله الحمد في تناقص يوما بعد يوم، وقد اثلج صدري انهم تلاشوا تقريبا في المعسكر الفلسطيني الرسمي وتعلموا الدرس، فهل تتعلم البقية؟ وهل يمكن ان نكون مبدئيين ضد الخطأ بدون «لكن» ؟؟؟؟