الرجل ذو القدم الذهبية

TT

«لقد أردت تقارباً فرنسياً ـ جزائرياً. وحزنت، خصوصاً أن الشباب كانت لديهم الرغبة في قضاء أمسية طيبة».

ماري جورج بوفيه (وزيرة الرياضة والشباب الفرنسية) الجزائري عاشق كبير يغادر ـ يهاجر ـ يسافر وتظل الجزائر في البال يولد في المهجر ينسى لغة الوطن لكن لا يغيب عنه الانتماء تذكره به عينا «عَيْشَة» يذكره به أبوه المهاجر يذكره به جده الذي دفن بعيداً عنه

* الغيرة جنون الحب والجزائري عاشق غيور يرى الجزائر فقيرة يراها ذبيحة يراها منهوبة لكن لا يستطيع أن يراها مهزومة لا في السياسة لا في الحرب لا في الرياضة

* الجزائر وفرنسا علاقة معذَّبة زواج قسري وفراق دام فرنسا تغالبها المرارة الجزائر توجعها الذكرى لا الحرب حسمت العلاقة ولا السياسة حققت المصالحة وجددت الرياضة المواجهة جاء الجزائريون بمشاعرهم وجاء الفرنسيون بحرفتهم كلما سجلوا هدفا في الشباك ثار الجزائريون في المدرجات نزلوا إلى الملعب طاردوا الكرة أنقذوا فريقهم من الهزيمة لكن طار الحب وقفزت الكرة إلى ملعب السياسة

* الكرة تسلية خطرة اخترعها الانجليز فنسي عمال المناجم موتهم الأسود أصيب فقراء العالم بالعدوى فأراحوا عقولهم وتحزبوا لأقدامهم حمل الجزائريون المغتربون أحزانهم عادوا من الملعب إلى ضواحي المدن عادوا الى الغربة عادوا ليلوكوا قلقهم وضياعهم لا المجتمع يقبلهم ولا الوطن يستقبلهم

* حلمت فرنسا بأمسية طيبة فأفاقت على كابوس أزمة اعترفت بزين الدين زيدان جعلته «مايسترو» فريقها الكروي كلما حرك قدميه ازداد شهرة كلما سجل هدفا كسب ذهبا وبقي مليونا جزائري في المدرجات كلما تفرجوا ازدادوا مللا وتذمرا كلما انتظروا ازدادوا عزلة وفقرا

* يختصر زيدان أزمة الاغتراب أنقذته الكرة من فقر أبيه البواب حاول الهرب من اللعب ضد الجزائر فأغلقت فرنسا عليه الباب لم يسجل هدفا لكن أثار نقمة أرضى الفرنسيين فأزعج الجزائريين يدفن زيدان حزنه في الملايين لا يستطيع أن ينفقها ولا يعرف ماذا يفعل بها