اليهود المذنبون 10 أو 20 فقط؟!

TT

في سنة 1963 ذهبت إلى الفاتيكان لأشهد المؤتمر العالمي للكنائس والمذاهب المسيحية المختلفة. وارتديت مسوح القساوسة وحشرت نفسي بين الكهنة.. أنا وصديقي وأستاذي الأب قنواتي الذي اتخذ مكانه في الصفوف الأولى فهو مدير المعهد الدومنيكي بالقاهرة.

ولا أحد يعرف ما هي القضايا التي سوف يناقشها هذا المؤتمر الرفيع المستوى. وتقدم الكاردينال الألماني ببا.. إنه يطلب الموافقة على أن البابا معصوم من الخطأ. ووافق المؤتمر.

أما القضية المفاجئة، فهي اليهود وصلب المسيح، فالمسيحيون يرون أن اليهود هم الذين عملوا على صلب المسيح لأنه ادعى أنه ملك اليهود. ومن مئات السنين يلعنون اليهود في صلواتهم.

أما هذه السنة فقد أصدر المجلس المسكوني - نسبة إلى «المسكونة» وهي كوكب الأرض - فقد وافق على غسل أيدي اليهود من دم المسيح.

أما البابا فهو يوحنا 23، وقد شعر اليهود في العالم بعظيم الامتنان للبابا.. وسعوا إلى أن يجعلوه قديسا. فكان. ومنذ أيام قال بابا الفاتيكان: إن اليهود هم الذين صلبوا المسيح، نقلا عن كتابه (عن المسيح) الذي سوف يصدر قريبا، أي أن البابا أصدر قرارا ضد البابا السابق. وعلى ذلك فاليهود ليسوا أبرياء.

ولكن البابا بنديكتوس السادس عشر عاد فقال: أقصد اليهود الموجودين يوم محاكمة المسيح وليس اليهود في كل العصور، وان هذه الخطيئة لا يرثها اليهود. فاليهود الذين يستحقون اللعنات هم الحاضرون أثناء المحاكمة، بينما البابا يوحنا قرر أن اليهود في كل العصور أبرياء من دم المسيح!

ومعنى موقف البابا الحالي أن اليهود مذنبون وغير مذنبين.. فالمذنبون هم العشرات الذين رأوا المحاكمة، فهم وحدهم المذنبون. أما بقية الملايين في أي مكان وزمان فهم أبرياء!

فهل يرضى اليهود عن هذا التجريح؟ من المؤكد لا.. فهل يحاربون بابا الفاتيكان؟ ممكن جدا.. وذلك بالتشنيع عليه وإثارة وسائل الإعلام على كل ما قال في هذه القضية والقضايا الأخرى. وسوف نرى!