ليس للكفن جيوب يا ريس!

TT

كان الرئيس حسني مبارك رجلا ظريفا لطيفا ابن نكتة. وكان يحب أن يتحدث إلى أعضاء البرلمان أو الصحافيين. وكان يتلطف مع الجميع فيقول لهذا: أنت عندك كرش.. أو يقول له: جيوبك تورمت. وكانت الحاشية حول الرئيس لا تحب أن يتباسط الرئيس مع أعضاء البرلمان أو مع الصحافيين. وكانوا يسارعون بعزل الرئيس وإحاطته بسياج من الحرس خوفا عليه؟!

ورغم أن الرئيس مبارك رجل رياضي وله بنيان قوي، فإن السادات لم يسمح له بأن يمشي معنا كل يوم ساعة أو ساعتين.

مبارك هو الذي حكى لنا كيف كانت مؤامرة اغتياله في إثيوبيا. قال: طلبت من ابني علاء أن يرافقني. ولكنه رفض، وقال: سوف أبقى هنا وأرجو أن تبلغني بوصولك وعودتك.. وقال: ولما طلبت علاء بالتليفون قال لي حمدا لله على السلامة يا بابا. فقال له الرئيس: أنا عائد فقد حدثت محاولة لاغتيالي وكلم ماما في ألمانيا وقل لها أن تراها وتسمعها من وكالات الأنباء العالمية!

وهذه المكالمة أذاعها راديو إسرائيل كاملة!

وهو طلب من علاء ولم يطلب من جمال. لأن علاء ابن مبارك وجمال ابن سوزان مبارك.. ومن أجل أن يرث والده كانت سوزان على استعداد أن تهدم الدنيا من أجل أن يكون رئيسا، وهي معجبة بالسيدة بربارا بوش؛ كان زوجها رئيسا وابنها رئيسا لأميركا!

وقد حاولنا أن نستخرج تصريحا من الرئيس مبارك يقول فيه: إنه سوف يورث ابنه!

وكان يقول: الكفن ليس له جيوب!

إذا كان هذا رأيك يا ريس فلماذا المليارات التي تملأ الجيوب، يا ليتك ورثت هذه المليارات وإنما كانت من قوت الشعب يا ريس!

وقد قال لي الرئيس مبارك: «أنا عندي مليارات وعندما تتورط الحكومة أفرج عن شوية فلوس»!

ولا أعرف إن كان قد حدث كثيرا.

كانت صدمة كبيرة يا ريس..

كان الرئيس السادات يقول: الفلوس أعمل بها إيه.. بإشارة من إصبعي يكون عندي كل ما أريد.. ثم هل يستطيع أغنى الأغنياء أن يكون رئيسا للدولة بفلوسه ومحبوبا من الناس؟ يستحيل.

فلا السادات كان عنده فلوس ولا عبد الناصر!