لا يهم إن هاجم مشعل القرضاوي!

TT

نفت حماس ان يكون زعيمها خالد مشعل قد هاجم الشيخ يوسف القرضاوي حول موقفه مما يحدث بسوريا، واعتبار مشعل ان موقف القرضاوي يخدم اسرائيل، لكن تلك ليست القصة، ولا يهم ان كان مشعل قد قالها او لا. الأهم هو الخبر نفسه، وكيف كتب، وتم الترويج له بأوضح عملية غسيل اخبار، من شأنها ان تساعدنا على فهم كيف تروج ايران واعوانها ما تريده من اخبار.

فبحسب ما نشرته صحيفة «العرب» القطرية يوم امس، ان وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» قد بثت اول من امس خبرا يقول بأن «خالد مشعل قد أعرب عن استيائه واستغرابه من التحريض الذي يقوم به الشيخ يوسف القرضاوي للشعب السوري لافتعال المزيد من الاضطرابات وأعمال الشغب داخل البلاد». وذكرت الوكالة الايرانية أن موقع «سوريا الآن» قد نقل السبت عن مشعل قوله لزوار الموقع: «إنني أدعو الشيخ القرضاوي أن يحكم ضميره، ويتحرر من الضغوط التي تمارس عليه من قبل جهات يعتبرها هو موثوقة». ونقلت كلاما نسبته إلى مشعل جاء فيه: «أقول للشيخ القرضاوي من منطلق المحب العاتب، اتقِ الله يا شيخ بفلسطين، فسوريا هي البلد الوحيد الذي لم يتآمر علينا ويدعمنا، وما تقوله عن وحدتها الدينية يصيب قلب كل فلسطيني بالحزن ويخدم إسرائيل». وأضافت نقلا عن مشعل: «إن الشيخ القرضاوي يتحدث عن الأحداث في سوريا كما لم يتحدث عن الأحداث التي جرت في مصر، فهناك دعا إلى الوحدة بين الأقباط والمسلمين، وبين السلفيين والإخوان، وبين المذكورين وبين العلمانيين، وهنا في سوريا يدعو إلى القتال بين السنة والمسلمين العلويين؟؟ سبحان الله... ما هكذا عرفنا الشيخ القرضاوي داعي الوحدة والمجاهد بالكلمة ضد إسرائيل وأميركا»).

ومما سبق يتضح ان حديث مشعل، المفترض والذي ينفيه، قد تم امام زوار، ونقل لموقع سوري، ثم قامت وكالة الانباء الايرانية بنشره، وبالتالي انتشر بعدة وسائل اعلام عربية موالية لايران، المقروء منها والمرئي وكذلك مواقع الانترنت، سواء بلبنان حيث اعلام حزب الله، او العراق وغيرهم، وبالتالي يصبح من الصعب نفي الخبر، ولو تم نفيه فان تاثيره قد حدث. وهذه هي الطريقة التي يتعامل بها الايرانيين، والسوريين، وبالطبع حزب الله وحماس، بتسريب الاخبار، التي دائما ما اسميها غسيل الاخبار، راينا هذه التسريبات، وبهذا الشكل بعملية التفاوض حول حكومة لبنان، وفيما يختص بمحكمة رفيق الحريري، والجهد السعودي السوري حيال ذلك، ورايناها بمفاوضات تشكيل حكومة المالكي بالعراق، ورايناها ايام الجهد المصري لانجاز المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية، ورايناها ايضا وقت المواجهة السعودية مع الحوثيين المدعومين من ايران، ومؤخرا رايناها في الاخبار الخاصة باحداث البحرين يوم هبت ايران للفزعة للمعارضة هناك.

ولذا فليس مهما اذا ما كان مشعل قد انتقد القرضاوي او لا، لان الامور باتت على المكشوف، فالشيخ القرضاوي يقف مع المتظاهرين، بينما حماس اصدرت بيانا تؤيد فيه الحكومة السورية، الاهم هو انه عندما اختلفوا انكشفوا، ولذا فرب ضارة نافعة!

[email protected]