ما بيني (و) بينك!

TT

في العالم ثلاثة آلاف لغة. ولكن أشهرها وأكثرها انتشارا: الإنجليزية والصينية والإسبانية والبرتغالية والعربية والهندية والسنغالية والألمانية والملاوية والفرنسية.

وفي العالم ديانات كثيرة أهمها: الإسلام والمسيحية واليهودية. وهذه ديانات سماوية. وهناك ديانات أرضية.. أي من وضع البشر. وهي البوذية والهندوسية والشنتوية والطاوية والبهائية.

وكما ترى.. نحن كثيرون مختلفون نكره الحرب ونحب السلام.. وكما أن الحرب أشكال وألوان فكذلك السلام. الحرب بين الدول والسلام بين الدول. والحرب بين الناس والسلام بينهم. والخلاف بيني وبينك. ونحشر فيما بيني وبينك: كل ما اخترع الإنسان من شعر وفن وفلسفة من أجل أن يسود السلام علينا ورحمة الله.

ونحن نقول أنا (و) أنت. والمسافة بيننا صغيرة ولكنها تتسع وتتسع حتى تلتهم كل شيء. وحتى يصعب العبور والتعبير بمعنى واحد. فالتعبير هو أن أجعل المعنى يعبر هذه الفجوة التي بيني وبينك.. وكلما كانت صغيرة كان التعبير أوضح والهدف أبرز والسلام ممكنا!

ولما سئل الكاتب العظيم تولستوي عن الخلاف الذي بينه وبين زوجته، فقد ذهبت زوجته إلى القيصر تشكو زوجها الذي يريد أن يوزع كل ما يملك على أصحاب الأحذية القذرة التي تفسد كل ما في بيتها من رونق وأبهة، قال تولستوي: جنسيا عندنا هذا العدد الكبير من الأولاد.. وما عدا ذلك فالمسافة بيننا تبلغ العالم كله. حتى تقف «الواو» بيننا على حافة قارة وتقف الأخرى على حافة أخرى. ولا أسمعها ولا تسمعني. وأتمنى ألا أسمعها وألا تسمعني. ولكن لن أطمئن تماما إلا إذا واريتها في قبرها وأحكمت إغلاقه عليها!