خطر إيران أكبر

TT

خطورة إيران على منطقتنا ليس من الصعوبة بحال إثباتها، فلا نحتاج أن نفسر كثيرا مما قاله الرئيس الإيراني أحمدي نجاد يوم أمس عن دول مجلس التعاون الخليجي، وتحديدا عن السعودية والبحرين، لنرى أدلة العداء، والخطورة، لكن دعونا نتأمل بعض ما قاله نجاد أمس، لنرى خطورة إيران الأكثر ترويعا على المنطقة والعالم، وليس فقط في القضايا السياسية.

ففي مؤتمر صحافي عقد أمس في طهران، قال نجاد إن المحطات النووية في بلاده أكثر أمانا من نظيراتها الموجودة في اليابان، وإن الأحداث التي وقعت في محطة فوكوشيما النووية اليابانية لن تتكرر في إيران. وبرر نجاد وجهة نظره بالقول إن «التكنولوجيا المستخدمة في المحطات النووية في فوكوشيما تعود إلى خمسين عاما مضت، ولكن التكنولوجيا المستخدمة في المحطات النووية الإيرانية حديثة تماما»! فهل بعد هذا العبث عبث؟

فالرئيس الإيراني يقول إن إيران أكثر تطورا في التكنولوجيا المستخدمة في محطاتها النووية من اليابان، بينما رأى الجميع كيف وقفت إيران عاجزة أمام دودة الكومبيوتر «ستوكس نت»، البرنامج المدمر الذي يعتقد أنه قضى على قرابة خُمس أجهزة الطرد المركزي الإيرانية، وساعد على تعطيل طهران في سعيها إلى إنتاج أول أسلحتها النووية، ورأينا كيف شكلت إيران وقتها لجنة أزمة تضم مسؤولين إيرانيين من جميع الإدارات المعنية لمكافحة تلك الدودة!

وهذا ليس كل شيء بالطبع، حيث أضاف نجاد قائلا، في نفس المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس في طهران: «على حد علمي، فإن حادث (فوكوشيما) لم يكن بسبب الزلزال، ولكن بسبب أمواج المد البحري العاتية (تسونامي)، ونحن ليس لدينا أمواج مد عاتية في الخليج، وبالتالي ليس هناك ما يدعو للقلق»! فهل يعقل هذا الأمر وقد رأينا إعصارا يضرب سلطنة عمان، وهي جزء من الخليج العربي، بل ومقابلة لإيران من ناحية الحدود البحرية، بل وفوق كل ذلك فإن إمكانيات إيران في التعامل مع الزلازل ليست بالشكل المطلوب؟ ورأينا كيف هب العالم كله لمساعدة إيران بعد الزلزال المدمر الذي ضربها قبل أعوام ليست بالبعيدة!

ولذا فإن حديث نجاد عن ما حدث في اليابان وحده يعد دليل خطر على أن تصبح إيران دولة نووية، خطر على المنطقة، وخطر على الإيرانيين أنفسهم، وخطر حتى على الاقتصاد العالمي، واستقراره، ولذا فإن خطورة إيران ليست فقط في ما تفعله بالعالم العربي، من العراق إلى البحرين ولبنان واليمن، وغيرها، بل إن خطورة إيران تكمن أيضا في طريقة تفكيرها، وتواضع إمكانياتها، وإصرارها على امتلاك الطاقة النووية وهي غير مهيأة أساسا للتعامل مع أي طارئ، وهذا أمر يعد أكثر خطرا من نية إيران نفسها.

وعليه، فإن خطر إيران ليس بتدخلها في دول المنطقة فقط، أو تزكيتها لروح الطائفية، بل إن الخطر الإيراني يكمن في ضعف الإمكانيات وحجم الغرور، وخطورة النية. فخطر إيران ليس على المنطقة وحدها، بل يطال العالم، كما أسلفنا، وتصريحات نجاد عن اليابان وحدها دليل على حجم خطورة نظام طهران، وطريقة تفكيره.

[email protected]