تقبيل إليزابيث تايلور ليس في النص!

TT

إنها إليزابيث تايلور وإنه ريتشارد بيرتون وهما في الإسكندرية لتصوير فيلم (كليوباترا).

ووقفنا نتفرج على جيش العاملين في هذا الفيلم. أناس كثيرون جدا يروحون ويجيئون قريبا وبعيدا. ويخيل إليك أنهم لا يعرفون أن هناك كاميرا تصورهم على شاطئ أبي قير.

والحقيقة أنهم في صميم الفيلم. وجاءت إليزابيث تايلور وحبيب القلب بيرتون، زوجها بعد ذلك وطليقها أيضا. أما هي فكلها ألوان تتألق. ولكن لا نسمع ماذا تقول أو ماذا يقال لها. والريح تهب والموج يتلمظ. ويكاد السمك يقفز ليتفرج. ثم يجيء ريتشارد بيرتون في غاية الحيوية والحيرة والتألق وحولهما عيون الكاميرات في كل مكان. وبعد دقائق يتوقف التصوير. ويعاد المشهد مرة ومرتين وتدخل إليزابيث تايلور ولا تعبأ بما يقول المخرج، إنها إليزابيث تايلور، ولما رأينا الفيلم كان التصوير على شاطئ أبي قير تحفة فنية.

ولكن رأيت في الفيلم وصول كليوباترا ملكة مصر إلى روما، أروع ما يمكن أن يتخيله عقل. قمة الأبهة والفخامة والروعة، يقف شعر رأسك ويزداد طولك لأنها ملكة مصر تدخل روما رغم كل الخلافات التي بينها وبين عظمائها. وقد حدث أثناء التصوير أن غمزت بعينيها لريتشارد بيرتون. فأعاد المخرج تصوير هذا المشهد، وقد تكلف خمسة ملايين دولار. إنها إليزابيث تايلور دلوعة السينما الأميركية.

وقد حاول المنتج أن يقنع المخرج بأنه لا داعي لإعادة التصوير. ولكن المخرج أصر على أن هذه الغمزة ليست موجودة في النص. وأنها تجعل المشاهد يضحك فلا يشعر بالعظمة والأبهة والدخول الجاد الباهر. والمخرج يريد المشاهد ألا يرفع عينيه وألا يغيب عنه المشهد ثانية واحدة. ولكن إذا ضحك فسوف يفوته الكثير من مشاهد الفيلم التي صورها المخرج في موكب إليزابيث تايلور ملكة مصر وهي تجتاح الغرور الروماني بالعظمة المصرية!

وفي المؤتمر الصحافي أجاب بيرتون عن سؤال: هل التزمت بالنص دون أن تضيف إليه؟

فأجاب: فقط عندما قبّلت إليزابيث تايلور، فليس ذلك موجودا في النص.

وسئل: وهل من الضروري أن تقبل إليزابيث؟

فقال: نعم.. إن من يحبها لا يقوى على البعاد عنها.

وسئل: وإلى متى؟

فأجاب: حتى الموت!