حوار مع فتاة متطلبة

TT

أحيانا أتفلسف وأدخل في مواضيع ومتاهات ما أنزل بها من سلطان، خصوصا عندما يأخذني الحماس في جلسة مختلطة، وقبل مدة (حكّني لساني)، عندما لاحظت إحدى الفتيات، وكانت جالسة أمامي تماما، وتيقنت أن المسكينة كانت مأخوذة بكلامي، أو هذري بمعنى أصح، فخطر على بالي أن ألعب على عقلها قليلا، وذلك عندما تأكدت أن تلك الفتاة حالمة وساذجة؛ بل وغبية كذلك.

فقلت بيني وبين نفسي: هذي صيدة، انطلق يا أبو المشاعل خذ راحتك على الآخر، (أدعس) ولا يهمك، وفعلا بدأت أدعس، خصوصا عندما عرفت أن الفتاة لم تتزوج بعد رغم جمالها، لأنها لا تحلم إلا بأمير فارس يختطفها في ليلة مقمرة على صهوة جواد أبيض مثلما يقولون.

فركزت عيني بعينيها مثلما كان يركز (راسبوتين) نظراته بضحاياه، قائلا لها: أنت لا تريدين أن تتزوجي إلا بأمير معتبر، قالت: صحيح، فأردت أن أحرجها عندما قلت: حتى لو كان ذلك الأمير يابانيا؟! قالت: ما عندي مانع، على شرط أن يسلم. قلت لها: بسيطة، ولكن هناك شروط يجب أن تلبيها، قالت: ليكن؛ هاتها يا فصيح، قلت لها: إن من شرط العائلة المالكة هناك: أن لا يسمح لك بأن تخرجي من القصر لوحدك، ولا أن تزوري والديك وأصدقاءك ولا حتى رؤيتهم إلا في إطار المقابلات الرسمية، قالت: (طز)، سألتها في مين؟! قالت: في أهلي.

قلت: وعندما ترغبين في الخروج، لا بد أن تطلبي تصريحا بذلك قبل 15 يوما، ولا تخرجي إلا مع وصيفة، وأن ترتدي (الكيمونو) سبع أو ثماني مرات في اليوم، وتستمتعي بالشعر في صمت لساعات طويلة، قالت: ما عندي مانع.

قلت: وإذا مشيت فلا تلتفتي إلى الوراء ولا تنظري لأحد مباشرة، قالت: هذا هو ما أفعله في حياتي، وأنا ألتفت لك الآن لأنني فقط أريد أن أعرف منك.

قلت لها: إذن هناك عدة شروط، قالت: أرجوك هاتها سريعا لأنني أريد سماعها على أحر من الجمر. عندها تأكدت أن الفتاة قد بدأت (تتحلحل صواميلها).

قلت لها: يجب أن لا تقل سنك عن 30 عاما، قالت: الآن عمري 27 سنة، قلت: هناك أيضا عدة شروط لا بد أن أسألك عنها؛ ومنها: هل سبق لك أن أجريت عملية جراحية؟! قالت: لا والله، الحمد لله. هل نظرك ضعيف؟! قالت: نظري 6 على 6. هل سبق لك أن تعرضت لعملية بتر أو استئصال: قالت: بسم الله عليّ، طبعا لا. هل بك عيب أو مرض وراثي؟! عندها وقفت أمامي بكامل طولها قائلة لي: تأمل كيف أنت شايفني؟! قلت لها مجاملا: سبحان من خلق وكمّل. سألتها: هل سبق لك أن مررت بتجربة عاطفية؟! قالت: لا، إن شاء الله برا وبعيد. قلت لها: إذن بقي هناك شرطان عويصان أشك أنك سوف تنفذين منهما، قالت بتحد: ما هما؟!

قلت الأول هو: يجب أن لا يكون طولك أكثر من 162 سنتيمترا، فخلعت أو شلحت حذاءها ووقفت أمامي مرة ثانية قائلة: إن طولي هو 161 سنتيمترا، فقلت لها مع الأسف إن ذلك الشرط يؤكد أن 162 سنتيمترا يكون مع ارتدائك للحذاء ذي الكعب العالي، وأردفت قائلا لها: وحتى لو تغاضينا عن ذلك الشرط، فهناك شرط آخر، لا أظن أنه سوف يكون من صالحك. انتفضت واقفة للمرة الثالثة وهي تسألني بحمق: ما هو؟!، قلت لها: لو سمحت تعالي ورّيني أذنك.

صرخت في وجهي قائلة: وماذا تريد بأذني، هل تريد أن تأكلها؟!

قلت لها: أعوذ بالله، ولكن من ضمن الشروط أن لا تكون للعروس أذن مثقوبة، وأنت ما شاء الله تلبسين بأذنك حلق وزنه اثنين كيلو، أكيد أذنك مخرومة.

فما كان منها إلا أن تنزع الحلق من أذنها قائلة لي: إن الحلق ما هو إلا كبس، ومالت بأذنها نحو وجهي حتى كادت أن تلامس خشمي قائلة لي: هيا شوف. وفعلا عندما تمعنت بأذنها وجدتها (صاغ سليم).

[email protected]