حتى أنا لا تعجبني كتاباتي

TT

في إحدى المناسبات فاجأني أحد رجال المجتمع البارزين عندما قال لي بصوت جهوري مسموع للجميع، مع أنني كنت قاعدا بجانبه (الكتف بالكتف والخشم بالخشم).. قال لا فض فوه: «اسمح لي يا أخي مشعل، إنني لست معجبا بكل مقالاتك التهكمية التي (تغثنا) بها بين الحين والآخر».

فقلت له: والله معك الحق، تصدق أنني حتى أنا غير معجب بها؟!

قال: لماذا إذن أنت تكتب؟!

قلت له: فقط لكي أرفع ضغطي وأرفع ضغط القراء معي.

قال: معنى ذلك إما أنك (سادي)، أو أنك أحد الثلاثة المرفوع عنهم القلم.

قلت له: وأنت الصادق، إنني من الأربعة الذين ذكرتهم عن بكرة أبيهم.

وإليكم الآن ما تفتقت به قريحتي في هذا الصباح بعد تلك الليلة السعيدة، الله لا يعيدها:

يحكى أن فأرا ضاق يوما بالحياة، بسبب الذعر الذي تبعثه في نفسه القطط. وصادف أن تعرف على ساحر، فشكا إليه حاله، وتوسل إليه أن يحيله قطا. فرثا الساحر لحاله وأجابه إلى طلبه. ومرت أيام، وأحس الفأر الذي غدا قطا بأن الكلاب تفزعه وتنغص عليه عيشته، فقص على الساحر قصته، وطلب منه أن يجعله كلبا. ثم بدا يخشى النمر، فرجا الساحر أن يجعله نمرا. وتتابعت الأيام وإذا بالفأر الذي أمسى نمرا قد غدت حياته جحيما.. فالصيادون يطاردونه برماحهم وبنادقهم حيث ذهب..

وعندئذ أسرع النمر إلى الساحر وقال له: «بالله عليك أعدني فأرا.. لم أعد أتمنى أن أكون قطا أو كلبا أو نمرا. لقد أدركت الآن أنني كنت ناكرا للجميل الذي حباني به ربي!».. فأعاده، وما هي إلا أيام حتى أكله أحد القطط.

وأعاهدكم لو أنني كنت فأرا فلن أضيق ذرعا بالحياة على وجه الإطلاق حتى لو أكلوني، وسوف أعيش حياتي كما هي - على شرط أن أجد فأرة كحيلة العينين لها ذيل لا يقل طوله عن ثلاثة أشبار.

ولكي أريحكم قليلا وأزيد من ضغطكم كثيرا، فإليكم ما جاءت به الأخبار.. فيقال:

إن هناك سيدة (مستصحة) وتافلة العافية - مثل بعض النساء اللواتي أعرفهن عن بعد - شكت للبوليس قائلة إن هناك فريقا من الفتيان يستحمون عراة تماما في مجرى ماء قريب من منزلها، فطلب الضابط من الفتيان أن يبتعدوا قليلا عن المنزل أثناء استحمامهم.. وبعد بضعة أيام، عادت تشكو إلى الضابط قائلة:

- لقد ابتعدوا حقا، لكني عندما أصعد إلى الطابق الأعلى أستطيع أن أراهم من النافذة.

وطلب الضابط من الفتيان الابتعاد مسافة أخرى.. ففعلوا.. وبعد أسبوع عادت السيدة إلى الضابط قائلة:

- لقد ذهبوا بعيدا جدا.. لكني لا أزال قادرة على رؤيتهم من سطح المنزل بالمنظار المكبر!

هل عرفتم الآن كيف أن (الأمبير) عندي دائما ضارب على الآخر، وأن ضغطي دائما يكاد يحطم جهاز الضغط؟!

فيا الله يا أرحم الراحمين (خففها علي شويّ)، مثلما قال المطرب أبو بكر سالم بلفقيه.

هذه المقالة التهكمية أهديها لرجل المجتمع البارز، الذي كان جالسا بجانبي (الكتف بالكتف والخشم بالخشم).

[email protected]