من خمسين عاما دار حول الأرض!

TT

خمسون عاما تمر على ذكرى أول إنسان يرتفع إلى الفضاء الخارجي ويدور حول الأرض ويعود سالما. إنه يوري غاغارين (34 سنة). وقد اختير من بين سبعمائة رائد بعد أن أمضى سبع سنوات يتدرب على أشكال وأحجام مختلفة من الطائرات. وكان يعمل مدربا للطيارين. وكان صعود غاغارين أكبر حدث في التاريخ.

وأنا قد رأيت معرض الصناعات الدولية. وكان صوت «بيب بيب» زلزل جوانب المعرض، وهو صوت أول جسم من صنع الروس يدور حول الأرض. وكانت في المعرض صورة البطل غاغارين. وقد أحضرت روسيا عددا من الكلاب التي أطلقتها إلى الفضاء الخارجي. وقد فرح رواد المعرض الدولي بهذا الانتصار الجبار الذي أحرزته روسيا الشيوعية على أميركا الرأسمالية..

وراح غاغارين يتنقل بين العواصم العالمية، وجاء إلى القاهرة، وكان قصير القامة نحيفا. وفي مؤتمر صحافي انهالت عليه الأسئلة، وكان رده بليغا: أنا لست إلا إنسانا عاديا، وقد رفعني إلى السماء علماء غير عاديين!

وقد أفرجت روسيا بهذه المناسبة عن سبعمائة وثيقة وأفلام وتسجيلات صوتية لي مع كبار مهندسي سفن الفضاء. ولما التقى بالزعيم خروشوف قال له غاغارين: وأنا في حالة انعدام الوزن كنت أغني: وطني يسمعني وطني يراني ويعرف كل شيء.

وقد بدرت من غاغارين هذه العبارة الساذجة: ولكني لم أجد الله فوق!

وحاولت روسيا بكل ما لديها من قوة أن تنفي أنه قد تلفظ بهذه الكارثة، وأنه مسيحي متدين، وأن نشأته مسيحية.. وسواء كان مسيحيا أو ملحدا فإنه أول إنسان يدور حول الأرض في التاريخ! وهو شرف ما بعده شرف له ولعلماء روسيا السوفياتية. وقد أدى ذلك إلى إشعال نار الغيرة بين العلماء الألمان في أميركا فأطلقوا أول إنسان إلى القمر! وكان ذلك حدثا هز الكرة الأرضية.. تماما كما أدت زيارة السادات إلى إسرائيل وقد ألقى خطابه التاريخي في الكنيست.