حمار تحت جلدك وأنت لا تدري!

TT

يقول أمير الشعراء شوقي:

إذا ما نفقت ومات الحمار

أبينك فرق وبين الحمار

والله العظيم لا فرق. وأنا عندما أستعرض الكثير من قراراتي الهامة كان من الضروري أن أوقعها بإمضاء: حمار..

وسألت أستاذنا توفيق الحكيم صاحب كتابي: «حمار الحكيم»، و«حماري»: ما هو القرار الذي اتخذته وهززت رأسك ندما، وقلت: أما أنا حمار؟

فقال الحكيم: «أكون حمارا لو أجبتك على كل أسئلتك لأنك سوف تنشرها ويتأكد للناس أنني لم أكن مثل الحمار وإنما أنا الحمار شخصيا».

وعندما صدر كتاب الحكيم «حماري»، كانت صورته مع الحمار على الغلاف. وقد أجرت مجلة «الاثنين» استفتاء وكان يرأس تحريرها الأستاذ مصطفى أمين. عرضوا الغلاف على الأستاذ محمد التابعي، فقال: «إن هذا أحسن إعلان لكتاب الحكيم».

واتهموا الحكيم بأنه سرق الحمار من كتاب «حماري وأنا» وهو من أجمل كتب الأديب الإسباني خيمنيز.

وأحس الأستاذ توفيق الحكيم أنني سوف أخرج مغاضبا. فقال لي: «أنا سوف أقول لك وتعدني بعدم النشر». ووعدته، فقال: «أنا بالضبط مثل تولستوي الذي عندما أحس أنه سيموت ترك البيت ومات في إحدى محطات السكك الحديدية حتى لا يكون آخر وجه يراه هو وجه زوجته.. يعني أن تولستوي حمار وأنا أيضا!».

وفي مذكرات الرئيس السادات قال إنه أخطأ مرتين في حياته: «المرة الأولى عندما تساءل الضباط الأحرار عن نوع الحكم، فكتب أنور السادات النظام الذي يريده عبد الناصر وهو الديكتاتورية. وهي غلطة، أما الغلطة الثانية فسوف أقولها لك ولا تنشرها».

وكنا في زيارة للسعودية فسأله الأمير سلمان: «ما هي الغلطة الثانية يا فخامة الرئيس؟». وضحك السادات أي أنه لن يرد. ويسألني الأمير، فهمست في أذنه بهذه الغلطة. وقال لي: «طبعا معه حق!».

وقال أستاذنا العقاد: «غلطتي الوحيدة أنني وثقت في المرأة». وقال العقاد:

خنها ولا تخلص لها أبدا

تخلص إلى أغلى غواليها

سمعا وطاعة يا أستاذ!