قصة موت معلن سلفا

TT

في غواتيمالا - مثل لبنان - الجرائم تبقى بلا حل. ومع أن جرائمها يومية مثل فسادها، فقد تكون «جريمة العصر» في مقتل المهاجر اللبناني خليل موسى وابنته مارجوري. كان خليل موسى من كبار الصناعيين، يتمتع باحترام بسبب سلوكه وميوله الأدبية ومعرفته الواسعة بمؤلفات ابن بلده جبران خليل جبران. في 14 أبريل (نيسان) 2009 كانت ابنته مارجوري توصله بسيارتها إلى المنزل لتناول الغداء. لدى توقف السيارة عند الشارة الكهربائية تقدم رجلان على دراجة نارية، أطلق أحدهما من أمام الزجاج 9 رصاصات في صدر موسى، اخترقت إحداها صدره، وأردت ابنته. قرر محام شاب يدعى رودريغو روزنبرغ ملاحقة القضية في بلد تقول الأمم المتحدة إنها الدولة الثالثة عالميا في جرائم القتل. وسوف يتبين أن الدافع الحقيقي أن رودريغو كان على علاقة مع مارجوري موسى التي طلبت الطلاق من زوجها كي تقترن به. ذات يوم يقتل المحامي وهو يمارس الرياضة على دراجته. الأكثر إثارة من الجريمة شريط فيديو تركه رودريغو لكي يعرض في جنازته. في الشريط (18 دقيقة) يعلن أنه كان ملاحقا وأنه كان يعرف بأن رجال الرئيس ألفارو كولوم سوف يقتلونه، ولذلك ترك التسجيل.

قال: «سوف تشاهدون هذا الشريط لأنني أكون قد قتلت بأمر من الرئيس ألفارو كولوم ومساعده غوستافو اليخوس. سبب مقتلي هو أنني محامي خليل موسى وابنته مارجوري اللذين اغتالهما في عمل جبان الرئيس كولوم بموافقة زوجته ساندرا دو كولوم». السبب، هو أن موسى كان سوف يعين عضوا في مجلس إدارة «بنك بانورال»، الذي يستخدم لغسل الأموال والسرقة، وقد خاف كولوم من نزاهة موسى.

تحولت الجريمة إلى قضية عالمية عندما جاءت «سي إن إن» لتغطيتها، وبعدها وصلت لجنة تحقيق دولية برئاسة القاضي الإسباني الشهير كارلوس كاستريسينا.

رافق كاستريسينا نحو 300 رجل بين قضاة ومحققين ورجال أمن. تحرك الجميع في خوف، ودققوا في نظريات لا حد لها؛ منها أن المعارضة دبرت الجريمة لإحراج الحكومة، ومنها أن روزنبرغ دبر عملية اغتياله بالاتفاق مع المافيا، بسبب حبه الشديد لمارجوري موسى. فقد تبين أنه كتب وصيته قبل مقتله بأيام واشترى لنفسه مدفنا إلى جانب مدفن مارجوري. وقالت نظرية أخرى إن الذين لجأ إليهم روزنبرغ لمساعدته في تحضير ملف الاتهام، هم الذين كانوا وراء مقتله. الحقيقة كانت في مكان آخر. خليل موسى كان يشتري بضائع مهربة لمصنعه، وعندما اختلف مع العصابة التي يتعامل معها قررت تصفيته. وربما ليست هذه هي النهاية. ما زال باب المفاجآت مفتوحا أمام المحاكمة التي ستبدأ في وقت لاحق من هذا العام، كما تقول الـ«نيويوركر» في روايتها المذهلة.