النكتة الشوفينية

TT

إذا كانت المنازعات بين الشعوب المتجاورة قد أفضت إلى حروب دموية، فإنها والحمد لله تقتصر أحيانا على التنكيت والسخرية. امتد النزاع الإنجليزي الآيرلندي لعدة قرون. ويعتقد الإنجليز أن سبب كل ذلك هو غباء الآيرلنديين ورفضهم الاندماج في المملكة المتحدة كما فعل الاسكوتلنديون الحكماء. من هذا المنطلق راحوا يسوقون شتى النكات و«التقليعات» عن الغباء الآيرلندي حتى تكونت فصيلة كاملة من الفكاهة باسم النكتة الآيرلندية انعكست في مجموعات كثيرة من الكتب قلما يخلو منها بيت من البيوت. أخذ الآيرلنديون أنفسهم يتندرون ويستمتعون بها. من المعتاد في إنجلترا وأنت تجلس بين الناس فتسمع أحد الحاضرين ينطلق: كان هناك هذا الآيرلندي.. ويبدأ في سرد النكات الآيرلندية. وكلها نكات عن غباء الإنسان.

جاء موسم الكريسماس فراح المعلم يتكلم للأولاد الإنجليز عن تقاليد الموسم والهدايا التي يحملها بابا نويل (الأب كريسماس). فسأل الطلاب هل تعرفون هويته أو جنسيته ومن أين يأتي؟ قال أحدهم: نعم، يأتي من سيبيريا. سأله لماذا؟ قال لأنه يعيش بين الثلوج ويتنقل على زلاجة تجرها غزلان. قال الآخر: لا. إنه يأتينا من الصين. لماذا؟ لأن كل هداياه كتب عليها «صنع في الصين». وقال ثالث: إنه يأتينا من بلاد العرب لأن لديه لحية طويلة ويلبس جبة. وقال الرابع: لا. أنا أعتقد أنه آيرلندي ويأتينا من آيرلندا. لماذا؟ قال: لأنه توجد في بيتنا ثلاثة أبواب وخمسة شبابيك كبيرة. ومع ذلك لا يستعملها وينزل إلينا من المدخنة!

وهذه نماذج منها أنقلها من مجموعتي في البيت:

هو: أنا عندي رشح وأشعر بالبرد.

هي: لماذا لا تسد سترتك؟

هو: كل أزرارها مقطوعة ولا أستطيع أن أسدها.

هي: سآتيك بدبوس.

هو: يعني تعتقدين الدبوس ح يدفيني؟

وفيما كان بادي (الاسم التقليدي للآيرلندي الغبي) يحلق ذقنه وقعت المرآة على الأرض وحصل فيها فطر كبير. نظر فيها ثم أمسك رقبته مذعورا وقال: «أوه! جرحت رقبتي!»

عاد أميركي من أصل آيرلندي إلى مسقط رأسه في آيرلندا ولكنه ضل عن الطريق. رأى رجلا يمشي على الرصيف. توقف عنده وسأله: «يا سيدي تعرف كيف تصل إلى دبلن؟» أجابه قائلا: «بالتأكيد أعرف». ومضى مجدا في طريقه إلى دبلن.

وذهب بادي لجنازة صديق ملحد. رآه في التابوت بأبهى ما عنده من ثياب. فقال: «يا خسارة! كل هذه البدلة الجميلة التي ألبسوه إياها وليس له أي مكان يذهب إليه».

الواقع أنني لا أجد أي شيء من الغباء في هذه الكلمات. فأين سيذهب الملحد؟! وهذه نكتة أخرى لا أجدها غبية تماما. ذهبت الزوجة إلى شركة تأمين تؤمن على زوجها الذي يمشي على ساقين خشبيتين. سألها الموظف: «أي نوع من التأمين تريدين؟ تأمين على الحياة أو ضد الحريق أو ضد السرقة؟».