ولكن لماذا يعترف الناس بعيوبهم؟!

TT

لماذا يكتب الناس مذكراتهم أو اعترافاتهم أو ما لا يعرفه الناس؟! لماذا يتعرى الناس أمام الناس؟!

هناك إجابات كثيرة: رأي يقول إنما يكتب الأدباء مذكراتهم لأنهم يريدون أن يكشفوا عن حياتهم.. أو إخفاء بعض المعلومات.

أول من كتب هذه المذكرات في الغرب القديس أوغسطين. وصارت هذه الاعترافات نموذجا لما يجب أن تكون عليه المذكرات.. واعترافات (جان جاك روسو) قال فيها ما يقال وما لا يقال وما لا يقال أكثر. فمثلا ذكر أن عنده شذوذا. وسبب الشذوذ أن لديه انحرافا جنسيا.. ولذلك، أوصى جان جاك بأن تنشر مذكراته بعد وفاته.

وكانت اعترافات العقاد اسمها (أنا)، وقال فيها ما يحب (أنا) وما يكره (أنا). ود. لويس عوض اعترف بأنه لا ينجب لا هو ولا أخوه، وأن أخته ماتت عذراء في السبعين من عمرها في أحد المستشفيات.

واعترف موسى صبري بأنه أسلم وارتد ثم أسلم.. وبأنه ترك لأولاده أن يختاروا الدين الذي يريدونه.

ويقال إن تأجيل الصلاة على روح موسى صبري قد تأخر طويلا، وكانت هناك محاولة بأن يعترف بأنه مسيحي ولكنه رفض. حاولوا ورفض.

وكان البابا يرفض لقاءه ويقابل زوجته الطيبة المؤمنة. ويقال إن هذا الخلاف كان أحد أسباب الخلافات بين البابا والرئيس السادات.

وأنا كتبت مذكراتي أربع مرات.. وبلغت فيها زمنا طويلا.

وأعود إليها وبعد أن أمضي فيها طويلا أتوقف. والذي حيرني أن هناك فترة من عمري كلما حاولت التعبير عنها لا أحبذ الاستمرار في ذلك. وقلت لا بد أن أذهب إلى محلل نفساني. أحكي له ويستدرجني ويحلل أعماقي.. ووجدت أنني أستطيع ذلك. وجلست وتأملت طويلا. ووجدت السبب أنه حدث في ذلك الوقت أن صفعني المدرس.. وكسر تمثالا لي كنت أراه في الطفولة. وقد حاولت في كل المناسبات ألا أتعرض له وأن أتستر عليه. فأنا كرهت الخوف وكرهت الإشارة إليه. ولما كشفت ما أخفيه عشرات السنين انكشفت حياتي الصغيرة أمامي ووجدت ردودا على ما ارتكبه المدرس.

وقد بدأت المحاولة الخامسة فليساعدني الله على نفسي أو على جانب من نفسي!