أي هذين الناجحين تختار؟!

TT

قصص نجاح الكبار ساذجة، مثلا سألوا سير توماس ليبتون، صاحب مصانع الشاي الشهيرة في العالم كله، قال: لأنني لا أضع فلوسا في جيبي ولا أضع ساعة في يدي فتشغلني عن عملي الذي أركز فيه.. أما ميكوموتو، الذي أدخل صناعة اللؤلؤ المزروع إلى الدنيا، وهو الذي اخترع هذه الطريقة لنشر صناعة اللؤلؤ؛ فهو يضع نوعا من الكرات الصغيرة في جسم حيوان اللؤلؤ فيغرز عليها اللؤلؤ الطبيعي، فيوفر على حيوان اللؤلؤ خمس سنوات من العمل ليلا ونهارا.. وفي مرحلة متأخرة وضع أحجارا ملونة، فقال إن سبب نجاحه هو أنه يعرف كم دولارا في جيبه، في أي وقت! وهو لذلك يعرف أنواع اللؤلؤ الذي في المحل.

ذهبت إلى إحدى الجزر التي يملكها ميكوموتو، وسألت مدير محل في الجزيرة عن أنواع مختلفة من اللؤلؤ، وهي اللؤلؤ المعيب، أي التي ليست كاملة الاستدارة.. أو التي ألوانها ليست واضحة، أو التي اتخذت شكلا مربعا، أو ليست ناعمة الأطراف.. وكل هذه اللآلئ لها ثمن.

ولكن إذا حاولت الطالبات الصغيرات، فإنهن يأخذن مجانا. سألت: لماذا؟ قالوا: إننا نريدهن أن يعتدن على رؤية اللؤلؤ؛ فإذا أحبته الصغيرات فلن يتركنه مدى الحياة. ولكن سير ليبتون كان الشاي يباع عنده بأوزان كبيرة، وفي علب ورقية صغيرة، ولكنه جعل الشاي في عبوات صغيرة وربطها بخيط صغير حتى لا تفلت من الأكواب، وكان هذا الخيط الصغير ثورة في هذه الصناعة.

ونشرت مجلة «السلوك الإنساني» تقول: أيهما تختار؛ ميكوموتو (1858 - 1954) أو سير توماس ليبتون (1850 - 1931)؟

ترى لماذا اختار 80 في المائة أن يكونوا ميكوموتو؟! وعندما أعلنت النتيجة طلبت شركة «ليبتون» التعرف على نوعية الناس الذين لم يختاروا ليبتون!

واتصلت شركة «ليبتون» بالأشخاص، وسألتهم لماذا كان هذا الاختيار. ولم تعلن النتيجة بعد.. أنا شخصيا أختار أن أكون ميكوموتو!