قبل إقامة الحد.. لا بد من (التختين)

TT

من قراءاتي المتواضعة التي أحب أن أشرك فيها القراء أحيانا اقتطعت اليوم فاصلا مختصرا من كتاب كنت أتصفحه عن (نابليون بونابرت) من سنة (1789) وجاء فيه:

كانت الثورة تجوب الشوارع، وتغلي مراجلها في صدور الرجال، ويتصاعد غليانها هتافات وصرخات.. وكان بعض رجال الثورة يحيدون عن الطريق إلى منازل (البورجوازيين) الكرماء، حيث يتدفق النبيذ من الدنان كؤوسا تبعث في الجنود النشاط.

ورأت أسرة (كلاري) الثرية أن تزيد من حفاوتها بالجنود، فدعتهم إلى عشاء راقص.. وأثناء الحفل التقت ابنة الأسرة بضابطين دون الثلاثين.. وكان لقاء قصيرا لم يدم أكثر من ساعة، ومع ذلك فقد تقرر فيه مصيرها!

فقد راقصت كلا من الضابطين، وكان أولهما نحيلا أسود الشعر أشبه بالذئب.. أما الآخر فكان أشقر هادئا، تبدو عليه مظاهر الفقر. واستغل الشابان لحظات الرقص القصيرة ليعرض كل منهما بكل بساطة الزواج من (ديزيريه).

وكانت مغامرة أن تقبل الفتاة زوجا من أحد الشابين اللذين قدما حياتهما قربانا للحرية والإخاء والمساواة. لكنها اختارت الشاب الأشقر الفقير لأنها كانت تعشق (الفالس)، وكان هو من أبرع راقصيه.. ولم يكن هذا الشاب إلا (جان باتيست) الذي تربع في ما بعد على عرش السويد ومعه زوجته الملكة (ديزيريه).

أما الضابط الآخر الذي هزمه الرقص فلم يكن إلا (نابليون بونابرت) صخرة التاريخ التي تكسرت عليها جحافل الجيوش.. وتغلبت عليها أنغام الفالس الحالمة!

في رأيي والله أعلم، أنني أعتقد أن (ديزيريه) قد اختارت الصح، فهي على الأقل عاشت حياتها بسلام، ويقال إن نابليون قد ذكر لجلاّسه أو حراسه عندما كان مأسورا في جزيرة (سانت هيلانة): «إنني بقدر ما كنت أتمنى اكتساح روسيا وتحطيمها، كنت أتمنى بعد ذلك أن أصل إلى السويد لكي أحطم أنف (ديزيريه)، لأنني لا أنسى إهانتها لي في تلك اللحظة».

وهكذا في يقيني وليس في ظني أننا معشر الرجال نتوق إلى تحطيم أنوف النساء أحيانا، لكن في الواقع ومع الأسف ما أكثر ما حطمن هن منا الأنوف وفوقها الضلوع كذلك، والعاقل هو من يعتبر.

***

قرر مجموعة الممثلين المشاهير في (هوليوود) من الرجال والنساء وعددهم في حدود 75، فيهم المسيحي واليهودي واللاديني.. قرروا جميعا أن يعلنوا إسلامهم وينطقوا بالشهادتين علنا أمام وسائط الإعلام، (ليوم واحد) فقط، وذلك تعبيرا منهم عن تعاطفهم مع المسلمين وقضاياهم في مختلف أرجاء العالم.

وعندما نقلت هذا الخبر شفاهيا لأحد المشايخ إذا به ينتفض قائلا لي: «لا بارك الله فيهم وفي تعاطفهم»، غير أنه أردف بعد ذلك قائلا «ما داموا أعلنوا إسلامهم ونطقوا بالشهادتين، فلن يقبل منهم بعد ذلك أي ارتداد، ولو أنهم فعلوا ذلك فيجب أن يقام عليهم الحد - ألم تسمع بالحديث الشريف القائل: من بدل دينه فاقتلوه؟!»..

فقلت له: ليتهم على الأقل في ذلك اليوم الأول والأخير من إسلامهم، وقبل أن يقام عليهم الحد، أن يخضعوهم للتختين، ويكون ذلك بيدك أنت يا شيخ.

الغريب أنه قال لي: «ما عندي مانع».

[email protected]