عليها 25 قرشا.. وقبلة!

TT

كنا نجلس في قاعة الاستقبال بفندق سميراميس القديم عندما تحركت مجموعات بين الناس وبسرعة. لماذا؟ قالوا الأغاخان.. وفي ذراعه ريتا هوارث زوجته.. ظهر الأغاخان لامعا شابا حليوة.. وظهرت الجميلة الرقيقة الدلوعة ريتا هوارث.. وهبطا الدرج.. بحث عن تاكس.. والأغاخان ليس معه فلوس. قالوا السيارة تحتاج إلى خمسة وعشرين قرشا.. قدمتها للأغاخان.. شكرني.. وكتبت إليه أن يبعث بها أو بما يعادلها على أن يوقعها بإمضائه، ولم أكترث بأن يرد، لكن ذلك حدث بالفعل، ووضعت الورقة المالية تحت زجاج مكتبي. وسرقوها!

لي حكاية فلسفية مع ريتا هوارث.. لا أقول معها.. ولكن بسببها.. كنت تفرجت على فيلم لها اسمه «غراميات كارمن».. و«غراميات كارمن» عرض على الشاشة، وهي فتاة غجرية أحبت شابا والشاب تعذب. ولكن ذهب إليها والتقى معها ومع أهلها الغجر، أعجبني الكلام والفيلم والرقص والغناء أي ريتا هوارث. وكتبت وقلت كثيرا. ولأنني مشغول بالفلسفة الوجودية اعتبرت هذا الفيلم وجوديا أيضا. وبقيت في أذني كلمات وجودية أطلقها لساني!

وفكرت بعد عشرين عاما أن أرى مرة أخرى «غراميات كارمن».. ولم أجد في الفيلم على لسان أحد كل الذي كتبته وقلت لا وجودية ولا وجوديون ولكن أنا الذي جعلته كذلك.. واندهشت كيف حدث هذا؟! أي كيف وجدت في الفيلم ما ليس فيه.. إنها غلطة الوهم والإيهام والتلقي.. تلقيت كلاما عاديا فصار غير عادي. فهذه نتيجة العقل الإنساني. أو هي أوهام الفنان. أحسست بما عندي ولا علاقة له بالفيلم وأحداثه.. أي إن العلاقة والأحداث في داخلي أنا!