وجلسنا نلعب لعبة الأمم.. لعلنا!

TT

ذهب بعض الأصدقاء إلى قارئات الفنجان وفاتحات الكوتشينة.. وقالوا: إن الرئيس القادم سيكون الحرف الأول من اسمه ج. ولكن لم تعرف القارئات شيئا أكثر من ذلك.

ثم جلسنا نلعب لعبة الأمم، وهي أن نعرض حالة أمة وأن نناقش قضاياها، يحدث أن آخذ الموقف في فهم الرئيس المصري. وواحد آخر يأخذ موقف مصر الاقتصادي؛ بحيث إن كلا منا يمثل دولة أخرى غير دولته، فأنا الذي أناقش القضايا الاقتصادية من وجهة نظري كسعودي.. ويجيء واحد يمثل وجهة نظر إيران من الناحية السياسية.. ويجيء واحد آخر، وليكن سودانيا، ويمثل موقف السودان في علاقته بالسعودية.

وبعد ذلك نغير اللعبة؛ فأتحدث أنا عن سوريا من وجهة نظري البرلمانية. ويجيء رابع ويمثل وجهة نظر السودان ويتحدث عن الحدود والمشكلات والهجرة بين السودان وليبيا من ناحية الهجرة غير الشرعية إلى السودان الواقع على حدود تسع دول..

ثم نغير اللعبة..

وفي الآخر نتساءل ماذا فهمنا وماذا يريد أن يفهم الناس، وقد نظرنا وبحثنا الموقف من جوانب مختلفة. وعلى كل واحد أن يقول خلاصة ما لديه. ويجيء واحد ويجمع وجهات النظر الشاملة للمشكلات كلها وتكون النتيجة غامضة أو غير محددة. أي أن هذا التحليل التبادلي لا يؤدي إلى صورة معقولة، فالصورة غير معقولة ولا أحد يدري هل أميركا تريد أن تقضي على النزاعات أو تريد الإبقاء عليها.. صحيح أن أميركا عندما ضربت ليبيا في المرة الماضية أصابت الرئيس في ذراعه! تصور طائرة قد انطلقت من شمال بريطانيا فأصابت القذافي في ذراعه!! تصور الدقة عندما تريد أميركا!

وهذه المرة كادت تصيبه وقتلت ابنه وثلاثة من أحفاده العشرين. فماذا قصدت؟ وماذا لم تقصد؟ واعتذرت قوات «الناتو».. اعتذرت عن الضربة التدميرية أنها لم تصب القذافي أو اعتذرت أنها قتلت هذا العدد القليل وكانت تود أن تقتلهم جميعا في ضربة واحدة.. فهل هي معه؟ لماذا؟ وهل هي ضده؟ لماذا؟ وإنما هي معه وضده في وقت واحد. فحاول أن تفهم.. ولن تفهم!