أوليس حزب الله جماعة إسلامية أيضا؟

TT

الكذب واحد، ولكنه يختلف في درجة الاستخفاف، فعندما تعلن قناة «المنار» التابعة لحزب الله الإيراني في لبنان أن أطرافا قد أعلنوا إمارتهم الإسلامية في قرى سوريا، فإن ذلك هو الاستخفاف بعينه، بل إنه «الفزعة» الطائفية أيضا.

فإذا كان النظام السوري يستخدم فزاعة الإمارة الإسلامية والسلفيين، فإن ذلك مفهوم، فهذا نظام يحاول جاهدا تبرير قمعه لشعبه الأعزل، لكن أن تردد قناة حزب الله هذه الأكاذيب، فهذه سخافة بحد ذاتها، فحزب الله الإيراني جماعة إسلامية، ولها علم، وتختطف لبنان تحت طائلة السلاح، بل وهي التي تقرر اليوم من يحكم لبنان، ومن لا يحكم، فكيف تحذر قناة حزب إسلامي من جماعات إسلامية، خصوصا أن حزب الله نفسه يقوم بخدمة أجندة الجمهورية الإيرانية الإسلامية في لبنان؟

هذا الأمر له معنى واحد فقط؛ وهو أن حزب الله يقوم بمحاولة إنقاذ للنظام في دمشق بهدف طائفي طبعا، وبهدف خدمة مصالح إيران، وإلا كيف يقول حسن نصر الله إن ثورة مصر عربية تستحق الدعم، بل ويعتذر لأهل تونس لأن حزب الله تأخر في مباركة ثورتهم، (وبالطبع لم يقلها نصر الله إلا بعد ما تحدث المرشد الإيراني يومها عن أن ثورات العالم العربي إسلامية وعلى خطى إيران)، فكيف يدعم نصر الله ثورة مصر، ويعتذر للتونسيين، ويفعل المستحيل دفاعا عن شيعة البحرين، ثم تقوم قناته بتشويه صورة السوريين العزل، بدلا من دعم انتفاضاتهم؟

بكل تأكيد إنها الطائفية التي تعمي حزب الله، الوجه الآخر لـ«القاعدة» في منطقتنا، فبصمات أفعال حزب الله التخريبية في منطقتنا واضحة من مصر إلى الخليج، وبالطبع البحرين، وقبل كل ذلك لبنان، والعراق، واليوم محاولة تشويه سمعة الأبرياء في سوريا، كثيرون في الإعلام العربي يقولون إنه لا يمكنهم التأكد من المعلومات التي تشير إلى تورط حزب الله في الداخل السوري، لكن يكفي أننا نرى كيف يحاول الحزب من خلال قناته التلفزيونية الإساءة للانتفاضة السورية.

أحد العالمين ببواطن الأمور في سوريا يقول لي إن لقناة «المنار» تأثيرا على بعض الأجهزة الأمنية المحسوبة على النظام السوري، ولذلك من خلالها يتم التهجم على فئات في المجتمع السوري، أو شخصيات عربية، لأن لها مصداقية بينهم، وبالتالي فإذا لم تتصد لهم، أي حزب الله، الفضائيات العربية فتلك مشكلة، فالصحف مثلا لا تصل إلى سوريا مثلما تصل الفضائيات، وبالطبع فإن بعض الفضائيات العربية مشغولة باستضافة «محللي» النظام السوري أكثر من بث الحقائق، وتفنيد الأكاذيب.

المراد قوله إن كل يوم يكشف حزب الله الإيراني عن وجهه الطائفي، ليس في لبنان والعراق والبحرين، وحسب، بل واليوم في سوريا، ولا يريد الحزب ومن خلفه فهم شيء واحد وهو أن دائرة الزمان تدور، ولن يصح إلا الصحيح.