الخوف من الخوف!

TT

نظرية جديدة تقول: كل أمراض النفس مصدرها الشعور بالخوف.. وكل شروط الصحة والعافية والجمال والإبداع هي: الشعور بالأمان.

والتجارب على الكلاب والقردة والأرانب تؤكد ذلك؛ فإذا نحن أتينا بقطة أمام كلب، فإن هذا يثيره ويغضبه.. فالكلب لا يخاف، لكن القطة هي التي تخاف؛ لذلك فالقطة هي موضوع البحث. والأجهزة تسجل لها الاضطراب وسرعة دقات القلب وارتفاع الضغط وارتباك المعدة وسوء الهضم والإمساك.. والخوف الشديد بصورة متوالية يصيبها بالسكر.. ومضاعفة الخوف لهذه القطة مع إصابتها بالسكر تؤدي إلى السرطان.

والخوف مثل الألوان: درجات.. الخوف من عبور الشارع.. والخوف من المرور تحت الأسلاك الكهربائية.. ومن الظلام.. ومن اللصوص.. ومن المرض.. ومن الموت.. لكن أخطر درجات الخوف أن يكون الإنسان «خائفا عموما»! وأن يكون خائفا دون سبب واضح.. هذا الخوف هو الذي يجعل الإنسان مستعدا لكل مرض جسمي ونفسي وعقلي!

وقد درس علماء النفس «خوف» الأقلية وخوف المضطهدين والذين خرجوا من السجون وخوفهم أن يعودوا إليها.. وخوف الحكام من الشعوب ومن المؤامرات وخوفهم من أقرب الناس إليهم..

ووجد العلماء أن هذا هو «الخوف» وأن هذا الخوف هو أم لكل المصائب الجسمية والعضوية.. وأن عالم الخائفين هو جهنم التي يُعذب فيها الناس كلهم على نار هادئة.. نار ليس لها دخان.. نار باردة.. تشوي وتكوي وتلسع تحت الجلد.. وفي الخلايا كلها.. وإن أعظم نعمة يحققها ويلقاها الإنسان هي الشعور بالأمان.

وصدق الله العظيم حين يصف الجنة فيقول: «لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا * إِلا قِيلا سَلامًا سَلامًا».

أي: ليس في الجنة شيء يوجع أو شيء يثير أو يخيف أو «ينرفز» ولا فيها إثم.. وإنما كل ما فيها يدعو إلى الأمان الشخصي والسلام العام!