إذا تقابلوا مع الله!

TT

زمان.. زمان، كانوا إذا سألوني: وما رأيك في باريس، أسكت بعض الوقت وأحاول أن أجعله طويلا، وأقول: يا أخي إنها لا تكبر وإذا كبرت فنحن السبب.. نحن الذين كبرنا. وإنني لا أمل التغني بباريس وأضيف حكايات وأسماء جديدة.. أسماء الجميلات، ولكي أؤكد صحة ما أقول، فإنني أذكر بعض الصديقات ويمكن استدعاء كثيرات وأذكر بعض المسرحيات القديمة والحديثة.. ولا بد أن ينبهر الناس للجمال في باريس وكيف لياليها.. وكيف كل شيء جميل. وقلبي الذي هو قلب أبيض من الممكن أن يحب بسرعة..

والآن كيف أحكي وأسأل؟

زمان لا يسألك أحد عن الجميلات لأنهن في متناول كل الناس.. إنهن كثيرات وجميلات ويعشن على الأرض.. أي إن الفتاة الفرنسية تعيش في أية ظروف وتأكل أي طعام وأي شراب وأي حاجة.. لأن كل حاجة جميلة. هذا مؤكد..

قال الفيلسوف الوجودي سارتر إن الشيء المؤكد هو الموت. يعني إذا وقفت إلى جوار طفل يولد فأنت لا تستطيع أن تعرف هل يكون طويل العمر.. غنيا.. شهيرا.. وإنما المؤكد أنه سيموت!

وكان هناك من ينزعج من الكلام عن الموت وله مقولة شهيرة «إذا مت فسوف أقول لله: أنا عندي سؤال يا إله الكون..».

وكان أستاذنا العقاد يقول: اقترب اللقاء.. اقترب اللقاء. ويسكت، فكنا نسأله: مع من يا أستاذ؟ فيقول: مع الله!

وكان استأذنا طه حسين يسرف في الكلام عن الموت. وأنا سألته مرة فقال:

يقول الشاعر القديم:

كل ابن أنثى وإن طال الزمانُ به

يوماً على آلةٍ حدباءَ محمولُ

ومن أقوال توفيق الحكيم أيضا: إذا قابلت ربنا فسوف أقول له: كان عندي سؤال أما اليوم فعندي سؤالان.. وأنا أردت أن أطيل اللقاء دقيقة أو دقيقتين. فإذا رفض الله لقائي فسوف أتخيل كيف يكون اللقاء!