آخر كلام: حاول أن تنام هادئا!

TT

العصر الذي نعيش فيه من المؤكد أنه عصر القلق والأرق أو النوم بعنف واليقظة بعنف أيضا.. أي استخدام المنومات ثم استخدام المنبهات أيضا. وإننا مدمنون للاثنين أيضا.

أحكي لك تجربتي.. فقد كنت أضع إلى جوار سريري نوتة وقلما، حتى لا تهرب مني أية فكرة واردة أو إشارة، فأسجلها بسرعة.. لا بأس.. ثم وجدت أقلاما تضيء في الظلام عندما تضغط عليها، أي من الممكن أن أسجل أفكاري دون إضاءة.. ثم وجدت نوتة لها موسيقى.. مجرد الضغط عليها فإنها تطلق موسيقى ناعمة تدفعك إلى النوم وليس إلى اليقظة أو إلى الكتابة في هدوء موسيقي.. وكان من نتيجة ذلك أنني لم أعرف النوم وأحسست أن السطور التالية في هذه النوتة تؤرقني.. تدفعني طول الوقت لأن أكون مثلها في حالة انتظار لما سوف يجيء من أفكار.. في حالة تربص لاقتناص أفكاري وأظل هكذا صيادا طول الليل. وبدلا من أن أتصيد أفكارا وأحبسها.. فإنني أفتح صندوقا يهرب منه النوم وأتصيد الورق.. فأقع ضحية يومية له.. وأظل طوال اليوم أترنح من التعب.

وأبعدت القلم والورق من غرفتي ورحت أتدرب على النوم بمجرد وضع رأسي على المخدة لا أفكر في أي شيء.. وقد اهتديت إلى كثير من الأفكار الجميلة. وحلول للمشكلات أثناء النوم.. أي أنها كانت تحل نفسها وأنا نائم.

وقد دربت نفسي طويلا وكثيرا على النوم بمجرد أن أدخل في الفراش.. وأنا كالطفل: لا صوت ولا حركة.. ولكن - مع الأسف - أنام قليلا جدا.

وإذا تعاطيت حبوبا منومة، صحوت دائخا بعد ذلك بخمس دقائق.. ولذلك حرمت على نفسي الحبوب المنومة مهما طال أرقي!

والناس يختلفون في عدد ساعات النوم وفي مدى عمقها وهل ينامون نهارا أيضا!

علماء النفس ينصحون بأن تنام نهارا ولو عشر دقائق.. هذه الدقائق كافية جدا لأن تريحك، أن تريح جسمك وعقلك أيضا.

ويرون أن عدد الساعات الكافية لأي إنسان هي سبع ساعات.

آخر كلام حاول أن تنام هادئا.. فالأرق قاتل.. والنوم ينعش ويجدد حياتك، وعدد الساعات لا يهم ولكن عمق النوم هو الذي يهم كثيرا جدا!