هل أنا حقا إنسان حر؟!

TT

اقرأوا معي هذه الإحصائية القديمة التي وضعت في بدايات القرن الماضي، وجاء فيها:

تدل اشتراكات التليفون على مقدار الميل في الأهالي إلى السرعة في إتمام الأعمال. والولايات المتحدة أكثر الأمم استعمالا للتليفون، فإن المائة من سكانها يستعملون (14) تليفونا، وتليهما كندا التي يستعمل المائة من سكانها (12) تليفونا، ثم تليهما الأمم التالية:

الدنمارك لكل مائة فرد (9) تليفونات، السويد (7) تليفونات، النرويج (6) تليفونات، استراليا (5) تليفونات، سويسرا (4) تليفونات، ألمانيا (3) تليفونات، بريطانيا العظمى تليفونان فقط، مصر (تليفون واحد) لكل (مائة ألف) من الأهالي.

أما في جزيرة العرب، فلا يوجد هناك تليفون واحد، فالناس هناك لا يتخاطبون فيما بينهم إلا بالصياح على ظهور الإبل والآن أصبح عدد (الموبايلات) في جزيرة العرب أكثر من عدد السكان أنفسهم، يكفيكم أن العامل في منزلي لديه تليفونان، واحد للعمل والثاني للمعاكسات.

وكثر الله خير (الكفار)!!

* * *

رغم أنني أكره الكذب والخداع، فإنني لا أملك إلا أن أعجب بذكاء البعض أحيانا - مع شيء من التحفظ - مثل هذه الواقعة التي اتهمت فيها امرأة بأنها قدمت لزوجها خبزا مسموما فأكله ومات، وترافع عنها محام (لوذعي)، وقال في المحكمة مدافعا عنها:

- أيها السادة... إنني لا أجازف بسمعتي فحسب وإنما أجازف كذلك بحياتي حين أؤكد لكم اعتقادي بأن الخبز ليس مسموما..

ومد يده إلى الرغيف المسموم.. واقتطع منه قطعة وأكلها...

وذعر القاضي والمحلفون..

وفي تلك اللحظة، جاء رسول يحمل إلى المحامي برقية تنبئه بمرض أمه.. فاستأذن المحامي في التغيب لحظة.. ريثما يتصل تليفونيا بطبيب من أصدقائه ليرجوه العناية بأمه..

وعاد بعد قليل، واستأنف دفاعه عن المتهمة... واستغرقت مرافعته ساعة أخرى، بينما كان كل إنسان في قاعة الجلسة ينتظر بين دقيقة وأخرى أن يسقط المحامي ميتا..

واختلى المحلفون... وعادوا بعد قليل ليعلنوا براءة المتهمة..

وقد اعترف المحامى بعد سنوات أن البرقية التي حملها إليه الرسول كانت مزيفة... وأنه انتهز فرصة تلك الدقائق التي تغيبها لكي يفرغ ما في جوفه في الحمام.

* * *

شاهدني أحدهم وأنا أقدم الاعتذارات (المفبركة) لمن أراد أن يدعوني، وعندما اقتنع الداعي بالاعتذارات تركني شاكرا، غير أن من كان بجانبي يسمع وينصت لأكاذيبي، قال لي: (عز الله) أنك لست بحر، غضبت من نعته لي بهذه الصفة وسألته: لماذا؟!

قال: الإنسان الحر حقيقة، هو ذلك الذي يرفض دعوة للعشاء دون أن يذكر عذرا.

[email protected]